
في كلمات قليلة
اختتمت الدورة 78 من مهرجان كان السينمائي بإعلان جوائز السعفة الذهبية والجوائز الأخرى. شهد المهرجان تكريم مواهب عالمية وعربية، وتأكيد مكانته كمنصة رئيسية للسينما الدولية.
شهدت مدينة كان الفرنسية اختتام فعاليات الدورة الثامنة والسبعين من مهرجان كان السينمائي الدولي، حيث أعلنت لجنة التحكيم برئاسة النجمة الفرنسية جولييت بينوش عن قائمة الفائزين بجوائز المهرجان المرموقة، وفي مقدمتها جائزة السعفة الذهبية. بعد اثني عشر يوماً حافلاً بالعروض السينمائية العالمية والنقاشات الفنية، اختتم المهرجان فعالياته بحفل مهيب.
تخلل حفل الختام لحظات من الترقب، لكن الأمور سارت بسلاسة بعد حل مشكلة انقطاع التيار الكهربائي التي أثارت بعض القلق قبل بدء المراسم. وقد لقيت قائمة الجوائز المعلنة قبولاً بشكل عام، خاصة فيما يتعلق بالسعفة الذهبية، رغم وجود بعض الآراء التي عبرت عن تفضيلات أخرى لبعض الأفلام المشاركة.
من أبرز الفائزين بالجائزة عن فئة أفضل ممثل، النجم البرازيلي البالغ من العمر 48 عاماً، المعروف بتجسيده لشخصية بابلو إسكوبار في مسلسل "ناركوس" الشهير، وذلك عن دوره في فيلم "العميل السري". كما حظيت السينما العربية بتقدير، حيث فاز المخرج العراقي بجائزة أفضل فيلم أول، عن عمله الذي يتناول قصة مؤثرة لطفلة مكلفة بإعداد كعكة عيد ميلاد لصدام حسين، وهو ما اعتبر فوزاً مستحقاً يسلط الضوء على المواهب من المنطقة.
كما تم تكريم المخرجة الإيرانية التي عادت إلى المهرجان بعد غياب خمسة عشر عاماً، لتقديم فيلم "حادث بسيط" الذي أنتجته بعد فترة سجنها، مما يؤكد على قوة السينما كوسيلة للتعبير حتى في أصعب الظروف. وشهد المهرجان أيضاً تكريم ممثلة شابة تبلغ من العمر 23 عاماً عن أول أدوارها السينمائية في فيلم يتناول قصة شابة مسلمة مثلية الجنس، مما يعكس اهتمام المهرجان بالقضايا الاجتماعية والإنسانية.
رغم وجود إشارة موجزة إلى الوضع في غزة من قبل أحد الفائزين بجوائز الأفلام القصيرة خلال كلمته، إلا أن المهرجان ركز بشكل أساسي على الإنجازات السينمائية. وبذلك، جدد مهرجان كان السينمائي مكانته كمنصة عالمية رائدة للسينما، تجمع المواهب من مختلف أنحاء العالم، وتستعرض أحدث الإنتاجات وأكثرها إثارة للجدل، مع تسليط الضوء أيضاً على الأزياء الراقية على السجادة الحمراء، وبرامج دعم المواهب الشابة، والمناقشات التي تثيرها الأفلام والقضايا المتعلقة بالصناعة.