
في كلمات قليلة
أعلنت مجلة "مدام فيغارو" عن الفائزين بجائزتها الأدبية الكبرى لعام 2025، حيث فازت ماتيلد هينزلين بالجائزة الرئيسية عن روايتها "موسم الحماقات". كما كُرّمت كريستين أنغو في فئة السيرة الذاتية وسوزي بويت في فئة الرواية الأجنبية، تقديراً لأعمالهن الأدبية المتميزة.
شهدت العاصمة الفرنسية باريس الإعلان عن الفائزين بجائزة "البطلة الكبرى" (Grand Prix de l’Héroïne) التي تمنحها مجلة "مدام فيغارو" لعام 2025، في حفل أقيم بفندق مونا بيسمارك، بعد اجتماع لجنة التحكيم في صالون فندق مونغاسكون التاريخي، حيث عاشت الكاتبة الشهيرة فرانسواز ساغان. وتُعد هذه الجائزة من أهم الجوائز الأدبية التي تحتفي بالإبداع النسائي في مجالات الرواية والسيرة الذاتية والقصص المصورة.
الفائزون في الفئات الرئيسية:
الرواية الفرنسية: "موسم الحماقات" (La Saison des bêtises) لماتيلد هينزلين
فازت الكاتبة ماتيلد هينزلين، المولودة في جوهانسبرغ عام 1991 والمقيمة حالياً في مونتروي بباريس، بالجائزة الكبرى عن فئة الرواية الفرنسية عن عملها الأول "موسم الحماقات". درست هينزلين تاريخ الفن قبل أن تصبح كاتبة سيناريو للتلفزيون والسينما.
تدور أحداث الرواية حول "فيكتوار" في الفترة ما بين 25 و30 عاماً، وتستعرض صراعها بين الانغماس في الإدمان الذي يمنحها إحساساً باللون والكثافة في حياتها اليومية، ومحاولة النضج والبناء رغم الملل والفتور الذي تشعر به. وقد أشادت لجنة التحكيم بالرؤية الثاقبة والساخرة للكاتبة حول الطموحات المعاصرة والاستعباد الطوعي للمادية والامتثال، بالإضافة إلى القوة الشعرية التي تصف بها رحلات بطلتها وتجاربها الحسية.
السيرة الذاتية/السرد: "الليلة حسب الطلب" (La Nuit sur commande) لكريستين أنغو
فازت الكاتبة كريستين أنغو، إحدى أقوى الأصوات في الأدب الفرنسي المعاصر والمعروفة بأعمالها التي تتناول موضوع سفاح القربى، بالجائزة عن فئة السيرة الذاتية/السرد. وقد سبق لها الفوز بجائزة ميديسيس عام 2021 عن رواية "الرحلة إلى الشرق".
يتناول كتابها الجديد تجربتها في كتابة عمل بتكليف لمجموعة "ليلتي في المتحف"، حيث اختارت متحف اللوفر في باريس. ويقدم الكتاب تأملاً عميقاً في كل ما هو ليس فناً في بيئة الفن، ويفحص علاقات القوة والتشابكات الاجتماعية والمالية داخل هذا الوسط. وقد نالت حرية نص أنغو وقوتها في مواجهة ما حدث لها إعجاب النقاد.
الرواية الأجنبية: "حب ضائع" (Amours manquées) لسوزي بويت
ذهبت جائزة الرواية الأجنبية إلى الكاتبة البريطانية سوزي بويت، خريجة الأدب الإنجليزي من أكسفورد وحفيدة سيغموند فرويد، عن روايتها "حب ضائع" التي تُعد أول عمل لها يُترجم إلى الفرنسية.
تروي القصة حكاية "إليانور" التي ترفض والدتها "روث" لتنغمس في الإدمان. وعندما تكتشف روث أن ابنتها أنجبت الطفلة "ليلي"، تسعى لتبني الحفيدة لتقدم لها كل الحب الذي لم تستطع منحه لابنتها. وقد أُشيد بأسلوب بويت العادل والحساس والخالي من الأحكام، وبشخصية الجدة "روث" المشرقة التي تسعى لبناء أجمل علاقة مع حفيدتها بعد العديد من العلاقات العاطفية الفاشلة.
القصص المصورة/الرواية الرسومية: "سوزان فالادون، بلا تنازلات" (Suzanne Valadon, sans concession) لفلور مونجين وكولين نوجاليس
في فئة القصص المصورة، فازت فلور مونجين (الكاتبة) وكولين نوجاليس (الرسامة) بعملهم عن السيرة الذاتية للرسامة الفرنسية سوزان فالادون. تروي القصة المصورة المصير المذهل لفالادون، التي تحدت الأعراف في باريس "الحقبة الجميلة" كامرأة وفنانة، حيث بدأت كعارضة لتولوز لوتريك ورينوار قبل أن تصبح رسامة معترف بها دولياً.
وقد تميز العمل بسرد مونجين الحيوي والوثائقي، المدعوم برسوم نوجاليس الجميلة التي نجحت في إعادة إحياء لوحات الفنانة المعروفة بخطوطها القوية ورفضها للتملق والجمال المبتذل.