
في كلمات قليلة
الكاتبة الفرنسية كلير بيرست تناقش في كتابها الجديد "لحم الآخرين" تداعيات "قضية مازان" للاغتصاب، مؤكدة أنها تحولت من مجرد حادثة جنائية إلى قضية مجتمعية عميقة تستدعي التحليل.
استضاف برنامج "Conversations" الكاتبة الفرنسية كلير بيرست، التي عادت لتسليط الضوء على "قضية مازان" للاغتصاب في كتابها الجديد "لحم الآخرين" (La Chair des autres)، الصادر عن دار "ألبان ميشيل". يأتي هذا التحليل بعد ستة أشهر من صدور الحكم في هذه القضية التي هزت الرأي العام.
أوضحت بيرست أن نقطة البداية لكتابة هذا العمل غير الروائي كانت عرضية. ففي الأصل، كانت مهمتها تغطية جلسات المحاكمة لصالح مجلة "باري ماتش". وتابعت قائلة: "بعد انتهاء المحاكمة، أدركت، وكأنها صدمة ثانية، أنني لا أستطيع التوقف عند هذا الحد، وأنه يجب عليّ أن أكتب المزيد. هنا، فرضت عليّ الحاجة الملحة لهذا الكتاب نفسه".
بالنسبة لبيرست، فإن "قضية مازان" "تجاوزت قليلاً هيكلها كحادثة فردية لتصبح ظاهرة مجتمعية". هذا النوع من الكتابة غير الروائية ليس جديداً على الكاتبة، التي سبق لها أن نشرت كتاب "الأطفال الضائعون" (Enfants perdus)، وهو تحقيق معمق في عمل لواء الأحداث في باريس. وتصف الكاتبة شعورها بالاندفاع قائلة: "كانت لدي ذكريات بعيدة عن ضرورة أدب اللاخيال، وهو أن تتوحد مع موضوع يهزك وتشعر بالحاجة إلى محاصرته والدخول فيه واختراقه".
استلهمت بيرست معالجتها للحادثة من أسلوب إيمانويل كارير في كتابه "الخصم"، واستشهدت بتقرير حنة أرندت عن "تفاهة الشر". وفي كتابها الجديد، تمزج الكاتبة تحقيقها بالقصص الشخصية، محللة القضية من منظور تجربتها الخاصة. وتعتبر هذا المزيج وسيلة "للتوحد مع هذه القضية، وأيضاً التوحد مع ما قدمته لنا هذه المرأة جميعاً"، وهو ما يفسر عنوان الكتاب "لحم الآخرين".
وخلال الحلقة، تطرقت بيرست، التي فازت بجائزة عن روايتها "غابرييل"، إلى علاقتها باللغة، مشيرة إلى أن "في الكلمة الواحدة ألف عالم"، وأن الكلمة هي "حضور مادي، مثل عمل فني صغير".