في كلمات قليلة
تحليل المحللة النفسية لورانس جوزيف لطبيعة الصمت والأسرار والحميمية، ضمن فعاليات منتدى فيلوموناكو.
في إطار الدورة العاشرة لـ «اللقاءات الفلسفية في موناكو» (PhiloMonaco)، التي تُعقد هذا العام تحت شعار «الحقيقة»، قدمت المحللة النفسية البارزة لورانس جوزيف رؤى عميقة حول ما يكمن خلف ندوبنا الشخصية. وتطرح جوزيف تساؤلات جوهرية حول طبيعة ما نُخفيه وقيمة الصمت في حياتنا.
تدعو جوزيف إلى التفكير في القيمة الكامنة لما نُخفيه عن الأنظار. وتستعرض مثالين من حياتها: تدخين سيجارة سراً في سن الخامسة عشرة كفعل تجاوزي، ورفضها كشف ضمادات أو ندبة عملية جراحية في الأربعين. وتتساءل: «هل سيجارتي، التي كانت وعداً بحياة الكبار، تحمل القيمة ذاتها لندبتي؟ ما هي قيمة ما نُخفيه، وما نرغب في إبعاده عن أعين الآخرين؟»
لا شك أن القصص التي نختار أن نلتزم الصمت بشأنها تتمتع بـ «معامل حميمية» أعلى. إنها تشكل نقاط تحولنا البيوغرافية، ومنعطفاتنا، وهي جزء من نسيج حياتنا. ومع ذلك، تشدد لورانس جوزيف على ضرورة التساؤل: هل تخفي كل أصماتنا الأسرار ذاتها؟ هل هي صناديق ثمينة أم مستودعات عار؟
القاعدة الأساسية: نحن نُخفي ما يُحوّلنا.
تعريف الحميمية والتحول
إن الخفاء، والسر، والحميمية هي مناطق تحولاتنا الشخصية. كل تحول من هذا النوع يضع الذات في زمن من التغير. بعض هذه التحولات مرغوب فيه، وربما محظور، ولكنه انتصار على مستوى الحياة؛ بينما البعض الآخر قد يدمرنا. نحن نُخفي ما يجعلنا مختلفين، ما يزيد من هويتنا. قد يكون ذلك مغامرة في منطقة محظورة، أو انتهاكاً للحدود المفروضة علينا، أو تجربة للحرية الشخصية تقودنا إلى لقاء ذواتنا الحقيقية.
أحد تعريفات الحميمية هو السماح لشيء لا يشبهنا بالدخول إلى دواخلنا، ثم نتعلم ترويضه. ولهذا، نبقى مختبئين في البداية. نختبئ لأننا حذرون أمام الروعة أو التجربة الجديدة، ونأمل أن نكون على قدرها. كم من الأشياء اخترنا أن نحتفظ بها لأنفسنا؟
لكن جوزيف تحذر من أن الحميمية والصمت لهما حدود مشتركة مع «بلدان» أخرى: العار، والوحدة، والعزلة. يمكن لقيمة ما هو مخفي أن تنجرف نحو هذه المناطق الخطرة. ومهمتنا هي أن نُقيّم ما إذا كانت كنوزنا لا تتحول إلى ندوب من نوع آخر.
لورانس جوزيف، وهي محللة نفسية وأخصائية نفسية سريرية، أصدرت مؤخراً كتابها «أصماتنا. تعلم الاستماع إليها» (Nos silences. Apprendre à les écouter، 2025).
