
في كلمات قليلة
يكتشف الجيل زد سحر العطور الكلاسيكية الأسطورية، مثل شانيل رقم 5 وجيرلان شاليمار، بحثاً عن التميز والثبات العاطفي في عالم متغير. هذا التوجه يعيد الحياة إلى الروائح القوية والتركيبات الفريدة التي تميزت بها العطور القديمة.
يستمر الجيل زد (Generation Z) في مفاجأتنا بخياراته، وهذه المرة يتعلق الأمر بالعطور. فقد أصبح هذا الجيل مغرماً بالروائح الأسطورية ويحتفي بهالتها العتيقة. وكما يقول المثل، "القديم ذهب" (Old is gold)، وهو ما ينطبق تماماً على عالم العطور الكلاسيكية.
هذا التوجه واضح حتى في المزادات. ففي مزاد حديث للعطور الراقية، حضرت شابتان وقد فحصتا الكتالوج بدقة بحثاً عن عطور مرغوبة أو نادرة. إحداهما غادرت ومعها عطر Yvresse من إيف سان لوران، والأخرى صابون Poison من ديور! لقد تغيرت الأوقات؛ فما كان يبدو قديماً أصبح شاباً من جديد، مثل قلادة اللؤلؤ التي كانت تعتبر موضة بالية واليوم تزين أعناق الجميع.
بلسم عاطفي وبحث عن التميز
يحلل الخبراء هذا التوجه بالقول: «في عالم مضطرب ومتغير باستمرار، يبحث الجيل زد عن نقاط مرجعية ثابتة. وتشكل النوستالجيا جزءاً من ذلك، وهي نوستالجيا جماعية تتناقلها وسائل التواصل الاجتماعي والمسلسلات والموسيقى، وبالطبع، العطور». إن الروائح الأسطورية مثل Chanel N° 5، تحمل رغبة عميقة: الشعور بالاطمئنان والتميز والحضور في العالم من خلال "شذى" فريد.
المثير للاهتمام أن هذه النوستالجيا ليست مجرد ذكرى شخصية؛ فلا حاجة لشم عطر Trésor من لانكوم على الجدة للشعور بالحماس! بل على العكس، يصل الإثارة الشمية إلى ذروتها في اكتشاف عطور غير معروفة بالنسبة لهم، ذات شخصية آسرة، مثل L'Heure Bleue من جيرلان، أو أكثر جرأة مثل Aromatics Elixir من كلينيك. المهم أن تكون التركيبة قوية ومؤثرة.
الثبات القوي والتركيبات الفريدة
في ظل رغبات السوق المتقلبة وسرعة التغيير، توفر عطور الزمن الجميل بديلاً مميزاً. تشير دلفين جيلك، صانعة العطور في دار جيرلان، إلى أن المواد الخام التي تضمن نجاح عطور النيش اليوم (مثل الفانيليا والسوسن والنوتات البودرية) هي نفسها التي كانت أساساً لنجاح العطور الأيقونية. وتضيف أنها تحب تحديث عطر Shalimar الأسطوري، على سبيل المثال، عبر تخفيف تركيز البرغموت واستكشاف فانيليا أقل حدة وأكثر قرباً لرائحة الجلد. هذه التمارين الأسلوبية تشجع الشباب على استكشاف الروائح الأسطورية للدار.
من المزايا الأخرى للعطور الأيقونية: ثباتها الذي لا تشوبه شائبة، و"شذاها" القوي والمطلوب جداً، وزجاجاتها المميزة التي تشهد على حقبة أقل تقليدية، مثل الأسطوانة التي تعود إلى السبعينات في عطر Rive Gauche من إيف سان لوران. ناهيك عن السعر الذي قد يكون أكثر سهولة في بعض الأحيان.
ويلاحظ الخبراء أيضاً اهتماماً متزايداً من الشباب الذكور. يشير يوهان سيرفي، الصحفي المتخصص في العطور، إلى أنه كرد فعل على اتجاهات "السيولة الجندرية" (Gender Fluid)، هناك عودة إلى الذكورية المفرطة والروائح المحددة للهوية، مثل Eau Sauvage من ديور أو Drakkar Noir من غي لاروش.