«التصوير أداة للمقاومة»: مدير مهرجان آرل يكشف عن دور الفن في مواجهة الخطابات المهيمنة

«التصوير أداة للمقاومة»: مدير مهرجان آرل يكشف عن دور الفن في مواجهة الخطابات المهيمنة

في كلمات قليلة

مدير مهرجان آرل للتصوير، كريستوف ويزنر، يؤكد على أن التصوير أصبح أداة أساسية للمقاومة ضد السلطة والتضليل. الدورة 56 للمهرجان، بعنوان «صور جامحة»، تستعرض 46 معرضاً تركز على قضايا الهوية، القرابة، والتراث الاستعماري، مع إعادة قراءة لأعمال شخصيات كبرى مثل نان غولدين وإيف سان لوران.


أعلن كريستوف ويزنر، مدير مهرجان «لقاءات آرل للتصوير الفوتوغرافي» (Rencontres d’Arles)، عن تفاصيل الدورة السادسة والخمسين لهذا الحدث العالمي البارز، والتي تحمل عنوان «صور جامحة» (Images indociles). يؤكد ويزنر أن التصوير الفوتوغرافي كأداة مقاومة أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى في مواجهة التضليل والخطابات المهيمنة.

يشارك في المهرجان 170 فناناً و50 قيماً فنياً، موزعين على 46 معرضاً في 27 موقعاً، ما يجعل هذا التجمع الدولي منصة أساسية للمشاركة في النقاشات المعاصرة حول التراث الاستعماري، والتضليل الإعلامي، ومفاهيم القرابة الجديدة.

التصوير في مواجهة السلطة

أوضح ويزنر أن اختيار عنوان «صور جامحة» جاء رداً على محاولات محو التاريخ والرقابة. وأشار إلى حوادث مثل إزالة صور تاريخية من قواعد بيانات رقمية، ما جعله يرى التصوير كأداة مقاومة وحصناً ضد نير السلطة. ويجسد ملصق المهرجان هذا الالتزام، حيث تم اقتباسه من معرض «On Country» حول التصوير الأسترالي الذي يتناول قضايا استعمار السكان الأصليين وتهميشهم.

تضم الدورة قسماً بعنوان «سجلات بدوية» (Chroniques nomades) يستعرض دور المصور الشاهد الذي يوثق الأراضي. ويشمل هذا القسم أعمالاً تاريخية مثل توثيق أوجين أتجيه لباريس، وأعمال معاصرة مثل رحلة كارين كنور وآنا فوكس التي تتبع خطى بيرينيس أبوت في توثيق تحول أمريكا إلى مجتمع استهلاكي ما بعد الحرب، مع التركيز على التفاوتات الاجتماعية والمنسيين.

توسيع مفهوم القرابة والهوية

تحتل قصص العائلة والقرابة (kinship) مكانة مركزية في المهرجان. ويتم توسيع هذا المفهوم ليشمل «العائلة المختارة»، وهو موضوع محوري في أعمال نان غولدين، الحائزة على جائزة كيرينغ هذا العام، والتي وثقت عائلتها البديلة بعد انتحار شقيقتها. كما تستكشف إيريكا لينارد وكارمن وينانت الروابط غير التقليدية، بينما تقدم ديانا ماركوسيان بحثها الشخصي عن والدها الذي انفصلت عنه في سن السابعة، في محاولة لتفكيك الأساطير الصارمة حول الأسرة النووية.

إعادة قراءة الأرشيف والشخصيات الكبرى

يتناول قسم الأرشيفات الموضوع من زاوية «الحكاية»، حيث يتم استخدام الأرشيف ليس كوثيقة جامدة بل كمصدر لإعادة البناء. ومن الأمثلة على ذلك مجموعة ماريون وفيليب جاكييه التي تضم 10 آلاف صورة مجهولة، وعمل أنييس جوفراي الذي يستخدم أرشيف «مدارس الحفظ» للفتيات القاصرات المنحرفات، لتسليط الضوء على المعايير الاجتماعية المنسية في الماضي.

أما قسم «الظهور» (Émergences) فيركز على المشهد البرازيلي الشاب الذي يناقش التراث الاستعماري والصراعات المجتمعية من خلال عدسة «المستقبل الأبوي» (Futurs ancestraux). ويؤكد المهرجان، الذي يقام في آرل من 7 يوليو إلى 5 أكتوبر، أن الصورة تؤكد نفسها كفضاء للوعي وإعادة الابتكار.

نبذة عن المؤلف

يانا - صحفية متخصصة في قضايا التعليم والعلوم في فرنسا. تعتبر موادها عن الجامعات الفرنسية والإنجازات العلمية دائمًا ذات صلة ومفيدة.