كشفت مصممة الرقصات الإسبانية المبتكرة والمتحمسة، بلانكا لي، ورئيسة قاعة "لا فيليت" الكبرى في باريس، عن أحدث إبداعاتها الفنية بعنوان «L'Ombre» (الظل). يُعرض هذا العمل لأول مرة عالمياً في معهد البحوث والتنسيق الصوتي والموسيقي (Ircam) في باريس، ويمثل نقطة تحول في دمج فنون الرقص بالتكنولوجيا المتقدمة.

في حوار صحفي، أعربت لي عن حماسها الشديد للمرحلة الإبداعية التي تمر بها، مشيرة إلى أن القدرة على ابتكار أشكال جديدة من السرد، خاصة في مجال الرقص، وتصور شكل فني غير مسبوق بفضل التكنولوجيا الجديدة، يثير لديها تساؤلات عميقة حول الفن والعالم الذي نعيش فيه. وأكدت أن من الضروري فهم هذه التطورات التكنولوجية لإتقان استخدامها وتحديد وظائفها ومخاطرها وحدودها.

تم تصميم عرض «L'Ombre» بالتعاون مع الملحنة إديث كانات دي شيزي، وهو مستوحى من إحدى قصص هانس كريستيان أندرسن الخيالية. ويجمع العرض بين الرقص، والفيديو، والموسيقى الإلكترونية، والانغماس الصوتي والبصري، مع استخدام تقنية الواقع المعزز (Augmented Reality).

وعن طبيعة العمل، قالت بلانكا لي: «إنه اتحاد بين عمل الملحنة إديث كانات دي شيزي، التي تستخدم تقنيات الغمر الصوتي، ورغبتي في تقديم تصميم رقصات مع الواقع المعزز. المذهل هو أننا نبتكر أول عرض بهذا البعد في التاريخ».

على الرغم من مسؤولياتها الكبيرة، تظل لي متمسكة بشغفها بالإبداع. «الابتكار يضعني في حالة من النشوة والفرح ويزودني بنوع من الأدرينالين الذي يغذي طاقتي. لا أستطيع التوقف عن الحلم وتخيل المشاريع»، مضيفة مازحة: «حتى لو كنت على جزيرة مهجورة، سأتمكن من إقامة عرض مع الأسماك!».

«الحلم لا يكلف شيئاً، والعالم الحقيقي سيلحق بنا قريباً بما فيه الكفاية. يثير جنوني الموقف السلبي للأشخاص الذين يقولون "هذا لن يكون ممكناً" عندما نقترح فكرة ما».

كما أعربت لي عن تقديرها لدورها كرئيسة لـ "لا فيليت"، الذي يمنحها طريقة أخرى للإبداع ويسمح لها بلقاء الفنانين واختراع مغامرات جديدة في هذا الصرح الثقافي الباريسي. واختتمت حديثها بتأكيد سعادتها لأنها اتبعت حلمها في أن تصبح راقصة، متجاهلة التعليقات المحبطة حول صعوبة المهنة.

يستمر عرض «L'Ombre» لبلانكا لي وإديث كانات دي شيزي في معهد Ircam في باريس حتى 13 يونيو.