
في كلمات قليلة
نظرة على أبرز الفعاليات الثقافية لهذا الأسبوع: معرض في باريس يستكشف العلاقة بالأم، فيلم فرنسي موسيقي عن العودة للجذور، ورواية مصورة هامة عن تاريخ بيروت.
نقدم لكم دليلنا الأسبوعي لأهم الفعاليات الثقافية التي تستحق المشاهدة والقراءة. هذا الأسبوع، نسلط الضوء على معرض فني شيق في باريس، فيلم فرنسي جديد، ورواية مصورة مهمة تتناول تاريخ بيروت.
استكشاف فن الأمومة
اكتشفوا معرض "قسوة في المنزل" (Férocité à domicile) المقام في مؤسسة Pernod Ricard بباريس حتى 19 يوليو. يقدم المعرض رؤية متعددة الأوجه لموضوع الأمومة والعالم المنزلي المرتبط بها، والذي يمكن أن يكون ملجأً وفخاً خفياً في آن واحد. مستوحى من تأملات في أعمال تتناول العلاقة بين الأم والطفل، يستكشف المعرض تعقيدات هذا الموضوع من خلال أعمال فنانين متنوعين مثل توليا أستاخيشفيلي، روزا جولي، كوديلس برازلتون الرابع، روزماري تروكل، وغيرهم. يتطرق هؤلاء الفنانون إلى قضايا السيطرة، التعلق، الهشاشة، والضغوط التي تتعرض لها من تمنح الحياة. يقدم المعرض غوصاً عميقاً في الجوانب الشخصية والاجتماعية للأمومة.
رحلة موسيقية إلى الجذور
شاهدوا فيلم "الرحيل يوماً ما" (Partir un jour) - أول فيلم طويل للمخرجة أميلي بونين، وهو اختيار جريء وموفق لافتتاح مهرجان كان السينمائي هذا العام. يروي الفيلم قصة سيسيل، المتسابقة السابقة في برنامج طبخ، التي تعود إلى قريتها الأصلية بعد إصابة والدها بنوبة قلبية. لا تكتشف من جديد مطعم العائلة على الطريق السريع فحسب، بل تلتقي أيضاً بأصدقاء طفولتها وحبها الأول، مما يقلب كل قناعاتها. ما يميز الفيلم هو أنه فيلم موسيقي حيث يعبر الأبطال عن مشاعرهم وقصصهم من خلال أغاني البوب الفرنسية الشهيرة - من سيلين ديون وداليدا إلى ستروماي. يؤدي الأدوار الرئيسية باستيان بويون وجولييت أرمانيه، ويضيف أداءهما الدفء والصدق للفيلم. "الرحيل يوماً ما" قصة عالمية عن ما نحتفظ به وما نرفضه من تربيتنا وشبابنا وجذورنا.
بيروت قبل الحرب: رواية مصورة
انغمسوا في تاريخ لبنان مع الرواية المصورة "عبقري بيروت" (Le Génie de Beyrouth) لسليم نصيب ولينا مرجيه. يأخذ الكتاب القارئ إلى بيروت عشية الحرب الأهلية، التي بدأت رسمياً في 13 أبريل 1975. بعد ما يقرب من 50 عاماً، لا تزال آثارها واضحة، بما في ذلك في المجال الثقافي - الأفلام، الموسيقى، وبالتأكيد الروايات المصورة. كتاب نصيب ومرجيه، المبني على سيناريو ذاتي السيرة إلى حد كبير، يصور الحياة في حي نموذجي ببيروت، حيث تعايش ممثلو الأديان والطبقات الاجتماعية المختلفة بسلام حتى عام 1975. يظهر المؤلفان ببراعة كيف يتصاعد التوتر تدريجياً وكيف يتحول الجيران إلى أعداء. هذه الرواية المصورة شهادة مهمة على تلك الحقبة، تكشف تفاصيل الحياة اليومية وتحولات المجتمع. هذه هي الجزء الأول من سلسلة مخططة، تقدم نظرة عميقة ومفصلة على فترة معقدة في تاريخ بيروت ولبنان.