
في كلمات قليلة
تكشف المقالة عن ثلاثة أوهام أساسية تقوم عليها كتب تطوير الذات: الإيمان بقوة الإرادة المطلقة، والتقديس الخاطئ للغوص في الذات، والعقلنة المفرطة للحياة. تجادل الكاتبة، وهي دكتورة في الفلسفة، بأن هذا النهج لا يؤدي إلى النجاح بل إلى الشعور بالذنب ويبعدنا عن الحرية الحقيقية.
مع عودة الصيف، تعود معه المناشف الملونة والمظلات المتأرجحة والقراءات "الملهمة". على الشواطئ، تتكدس كتب مثل "كيف تصبح مؤثراً في أسابيع قليلة"، "ما يمنعك من أن تكون على طبيعتك"، "أسرار السعادة الدائمة". تعد هذه الكتيبات بوجود محسن ومتصالح مع الذات ومتحرر من تناقضاته. ولكن قبل الاستسلام لهذه السرابات المطبوعة، دعونا نتذكر بعض الأوهام التي تروج لها لتجنب الغرق فيها.
الوهم الأول هو الإرادة المطلقة. كتب التنمية البشرية تقنعنا بشكل ديماغوجي بأنه يكفي أن نرغب في شيء بشدة حتى يتحقق. يصر هذا المجال على قوة الإرادة، كما لو كان بإمكانها تحويل أي حلم إلى حقيقة. لكن هناك فرق بين إظهار العزيمة والوقوع في فخ الإرادوية. هنا، تخلط كتب تطوير الذات بين النية والسببية. إن نية النجاح لا تعني ميكانيكيًا أن هذه النية ستؤدي إلى نتائج. بين النية والسببية، يقف الواقع ومقاوماته. هذا الخلط لا يهيئ للنجاح، بل للشعور بالذنب: إذا فشلنا، فذلك لأننا لم نرغب بما فيه الكفاية. منطق قاسٍ يجعلنا مسؤولين عن كل شيء، حتى عن إخفاقاتنا. في مواجهة أسطورة الإرادة المطلقة، لنتذكر قول سبينوزا: "الإرادة وحدها لا تكفي لتحريك العالم".
ثانياً، تدعونا كتب تطوير الذات إلى البحث عن أنفسنا داخلنا. "العودة إلى الذات" تُعتبر مقدسة. "العثور على الذات العميقة" و"التوافق مع الذات" يكمن في الاستبطان الدقيق. كل شيء يحدث في داخلنا. لكن هذا الاعتقاد يعتمد أيضًا على خلط، وهو الخلط بين معرفة الذات وتجربة الذات. معرفة أفكارك لا تعادل الشعور بالوجود. الانغلاق على الذات يحمل خطر الضياع في متاهة الأنا. التجربة الخارجية – اللقاءات، الأفعال، الالتزامات – هي التي تمنح الشعور بالوجود جسدًا. كلما واجهنا العالم، زاد شعورنا بأننا على طبيعتنا. لذا، في مواجهة دعوة الانغلاق الداخلي، لنتذكر أيضًا هيجل: "في التعبير الخارجي تصبح الأنا حقيقية".
أخيرًا، تقع كتب تطوير الذات دائمًا في فخ العقلنة المفرطة. تقنعنا بأن العواطف، العلاقات، الأصالة، الرفاهية، الثقة بالنفس، وجميع جوانب الشخصية هي مسألة إدارة وأهداف وتخطيط. يدفعنا هذا المنطق الإداري إلى التعامل مع حياتنا كتركيبة مجردة، بينما تتطلب في الواقع ذكاءً عمليًا وقدرة على الارتجال واتخاذ القرارات في ظل عدم اليقين. هنا أيضًا، تخلط هذه الكتب بين العقلنة وذكاء الفعل. تفضيل الخطة على العمل، والمنهج على الحركة، قد يؤدي إلى وهم السيطرة الكاملة على الذات. في مواجهة العقلنة المفرطة، لنفضل نيتشه: "تحت كل فكرة يكمن شعور". ليس العقل وحده من يقود، بل الجسد والعواطف والقوى الكامنة.
إن كتب التنمية البشرية ليست سوى رفيق شاطئ: ثرثارة وذات لطف زائف، تعد بكل شيء – الثقة، السعادة، الأصالة – وتقدم كتالوجًا من الحلول السحرية، بينما تتركنا في كثير من الأحيان أكثر جفافًا من الرمال التي نجلس عليها. إنها تحبس كل فرد في أساليب تجعل من الوجود سلسلة من الإجراءات التي يجب اتباعها والأهداف التي يجب تحقيقها. لكن الحرية ليست بروتوكولًا أو طاعة لدليل استخدام الذات، بل هي أن تعيش دون السعي للتوافق مع أي "نسخة أفضل" مزعومة.