فيكي كريبس في كان: "من الصعب جداً أن يكون لدي أطفال وأعمل دون الشعور بالذنب"

فيكي كريبس في كان: "من الصعب جداً أن يكون لدي أطفال وأعمل دون الشعور بالذنب"

في كلمات قليلة

الممثلة فيكي كريبس تحدثت في مهرجان كان عن صعوبة التوفيق بين الأمومة والمسيرة الفنية، وتناولت قضايا المساواة والتحديات في عالم السينما. كما قدمت فيلمها الجديد وأول عمل إخراجي لها.


كانت الممثلة فيكي كريبس محور حديث مهم ضمن فعالية "نساء في الحركة" (Women In Motion) على هامش مهرجان كان السينمائي. حضرت كريبس لتقديم فيلمها الجديد "أحببني بلطف" (Love Me Tender)، المقتبس عن رواية كونستانس ديبريه، وتحدثت بصراحة عن التحديات التي تواجهها الأمهات العاملات، وعن مسيرتها المهنية في عالم السينما.

في فيلم "أحببني بلطف"، الذي يُعرض ضمن قسم "نظرة ما" (Un Certain Regard)، تجسّد فيكي كريبس دور أم تقرر التخلي عن حياتها السابقة، زوجها وعملها كمحامية، لتعيش بحرية وتتبع رغباتها الداخلية. هذا القرار يؤدي بها إلى صراع قضائي حول حضانة طفلها.

أكدت كريبس أن الشخصية التي تؤديها في الفيلم تسعى بالدرجة الأولى للبحث عن الحقيقة والصدق، وتريد أن تعيش حياتها بالطريقة التي تراها مناسبة، وتتمتع بحرية أن تكون الإنسان الذي تطمح إليه. أشارت الممثلة إلى أن هذا النوع من الشخصيات النسائية التي لا تكون "محبوبة تماماً" غالباً ما يُحاسَب عليها أكثر من نظيراتها الذكورية في الأفلام. وقالت باستغراب: "لا أحد يقول هذا عن أدوار جون واين، على سبيل المثال. هذا شيء متجذر جداً في أذهان الناس، أنا مصدومة أنه لا يزال موضوعاً للنقاش".

تحدثت فيكي كريبس عن بدايات مسيرتها المهنية وكيف قيل لها في سن مبكرة، بعد أن أصبحت أماً في أواخر العشرينيات، إن وجود أطفال سيحول دون تحقيقها لمسيرة مهنية ناجحة. كما قيل لها إنه من الضروري حضور المناسبات والفعاليات والاهتمام بالمظهر الخارجي لتصبح معروفة. لكنها رفضت ذلك، وأصرّت على تقديم أعمال فنية تؤمن بها، حتى لو كانت أفلام مؤلفة قد لا تحظى بشهرة واسعة. وكان فيلم من هذه النوعية هو الذي لفت انتباه المخرج بول توماس أندرسون، مما أدى إلى مشاركتها في فيلم "خيط وهمي" (Phantom Thread) عام 2017، وهو الدور الذي أكسبها شهرة عالمية.

تطرقت كريبس للعمل مع المخرجات، مشيرة إلى أن التعاون مع النساء يضيف لها الكثير. "كأننا نبحث معاً عن لغز الأنوثة: ما معنى أن تكون امرأة؟ لماذا نحن هنا؟" وعن إمكانية خوضها تجربة الإخراج، قالت إنها تفكر في ذلك، لكن مسؤولياتها تجاه أطفالها حالياً تأخذ الكثير من وقتها. "أجد صعوبة بالغة في أن يكون لدي أطفال وأعمل، وأضطر لكسب المال للجميع، وألا أشعر بالذنب. الآن بدأ الوضع يتحسن، لكن في البداية كان الأمر صعباً حقاً، وشعرت حقاً أنه عليّ الركض ضعف ما يركضه الرجال لأصل إلى نفس النقطة".

تعتبر فيكي كريبس من المدافعات عن المساواة في الأجور. "عندما يُسألونني عن الأجر الذي أريده، أجيب: 'نفس أجر زميلي'. والصمت الذي يعقب ذلك فوراً يشير إلى أنني سأحتاج للتفاوض قليلاً...". كما انتقدت صناعة السينما لترويجها لقيم مثل الأخوة والتقبل في الأفلام والسيناريوهات، بينما تستمر خلف الكواليس في تغذية منافسة غير صحية بين النساء، خصوصاً فيما يتعلق بالصورة والمظهر الخارجي، الذي تضخمت أهميته بشكل كبير بسبب شبكات التواصل الاجتماعي. "أن تكوني الأجمل، هذا لا وجود له. إنها وهم يُجبِروننا على تصديقه، وهي آفة، في حين أننا في أعماقنا نعلم أن هذا أمر ثانوي. الجمال هو اللقاء، هو الدفء الإنساني"، قالت كريبس.

وشددت الممثلة على أن القصص التي تُروى على الشاشة يجب أن تحمل هذه الرسالة. واستحضرت موقفاً من فيلم "خيط وهمي": في مشهد اللقاء الأول بين شخصيتها كنادلة فقيرة وشخصية دانيال داي لويس كمصمم أزياء شهير، أصرت كريبس على عدم وضع أي مكياج لتكون وفية لشخصية الفتاة الفقيرة. "وبعد ذلك، الجميع تحدث عن حقيقة أنني ظهرت وأنا أحمرّ خجلاً. ولكن كيف كان بالإمكان رؤية ذلك تحت المكياج؟ في حين أن الوجه الذي يحمرّ ويتغير، هو أمر جميل جداً". هذا الموقف يعكس التزامها بالصدق والأصالة في فنها.

وتجدر الإشارة إلى أن فيكي كريبس تقدم في مهرجان كان الحالي أيضاً أول عمل إخراجي لها، وهو فيلم بعنوان "إليانور العظيمة" (Eleanor The Great).

نبذة عن المؤلف

باول - محلل دولي، يحلل السياسة الخارجية لفرنسا والعلاقات الدولية. تساعد تعليقاته الخبراء في فهم موقف فرنسا على الساحة العالمية.