
في كلمات قليلة
تشارك الممثلة والمخرجة الفرنسية حفصية حرزي بفيلمها الثالث "الصغيرة الأخيرة" في المسابقة الرسمية لمهرجان كان، متنافسة على السعفة الذهبية. الفيلم يتناول قصة فتاة مسلمة تكتشف انجذابها للنساء، وتؤكد حرزي أنها لا تخشى الجدل وتسعى لإيصال رسائل بحرية فنية تامة.
مقابلة حصرية: تواصل الممثلة والمخرجة الفرنسية حفصية حرزي تألقها الفني، حيث تدخل فيلمها الثالث "الصغيرة الأخيرة" (La Petite Dernière)، المقتبس من رواية للكاتبة فاطمة داس، المنافسة الرسمية لمهرجان كان السينمائي الدولي.
بعد فوزها بجائزة سيزار لأفضل ممثلة عن دورها في فيلم "بورغو" في فبراير الماضي، تتنافس حرزي هذا العام على جائزة السعفة الذهبية المرموقة. ويأتي هذا الإنجاز بعد أن قدمت فيلمها الأول "تستحق حباً" في أسبوع النقاد عام 2019، وفيلمها الثاني "الأم الصالحة" في قسم "نظرة ما" عام 2021.
فيلم يلامس قضايا الهوية والحرية
في تصريحات جديدة، عبرت حفصية حرزي عن مشاعرها قبيل انطلاق المهرجان: "أشعر بالتوتر، لكنني أتطلع بشغف إلى كان".
يتناول فيلم "الصغيرة الأخيرة" قصة فتاة تبلغ من العمر 17 عاماً، مسلمة وممارسة لشعائرها، تعيش في ضواحي باريس وتكتشف انجذابها للنساء، وهو صراع تجد صعوبة في تقبله. وعن سبب اختيارها لرواية فاطمة داس، قالت حرزي: "في البداية لم أكن أشعر بالقدرة على خوض مثل هذا التمرين، لكن شخصية الكتاب لامستني بعمق لدرجة أنني أردت تسليط الضوء عليها، خاصة لتمكين البعض من إيجاد أنفسهم فيها".
ممثلة ناشئة وعزيمة قوية
اختارت حرزي الممثلة نادية مليتي لتجسيد دور البطولة، مؤكدة أنها اعتمدت على ممثلين مبتدئين وغير محترفين. وكشفت عن صعوبات واجهتها في اختيار الممثلين: "بعد أشهر من تجارب الأداء، واجهنا العديد من الرفض من مرشحين كانوا منزعجين من موضوع الفيلم. لكنني شعرت بانجذاب حقيقي نحو نادية. لديها حضور قوي وطاقة جميلة، وبما أنها كانت لاعبة كرة قدم على مستوى عالٍ، كنت متأكدة من أنني أستطيع الاعتماد عليها وعلى عزيمتها القوية".
ورداً على سؤال حول مخاوفها من إثارة الجدل بخلط الدين والجنسانية في فيلمها، أكدت حرزي: "لا، على الإطلاق. حتى لو حذرني البعض قبل أن أبدأ، فإن السينما تظل فناً، وأنا أحب إيصال الرسائل بحرية تامة من خلال أفلامي".
من أحياء مارسيليا الشمالية إلى السعفة الذهبية
تحدثت حرزي عن لحظة تلقيها خبر اختيار فيلمها للمنافسة في كان، واصفة إياها باللحظة التي لم تنم فيها طوال الليل بسبب الفرحة. كما أكدت أن الشهرة والترويج جزء من اللعبة، لكنها تفضل تجنب الحديث عن الأمور الشخصية جداً، مثل عائلتها.
وفي ختام حديثها، عكست حرزي على مسيرتها الطموحة: "ما زلت أمتلك الشغف. أرى نفسي طفلة في الأحياء الشمالية بمارسيليا، أشاهد صور المهرجان على التلفزيون وأحلم بهذا المكان. والآن بعد أن دخلت المنافسة، آمل حقاً أن أفوز".