
في كلمات قليلة
غلاف ألبوم سابرينا كاربنتر الجديد "صديق الرجل المفضل" يثير جدلاً واسعاً واتهامات بالترويج للتشييء، مما يعيد الجدل حول أسلوب الفنانة الجريء في التعبير عن الأنوثة والجنسانية.
أثارت نجمة البوب الأمريكية سابرينا كاربنتر ضجة كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي بعد كشفها عن الغلاف الفني لألبومها القادم، الذي يحمل عنوان "Man’s Best Friend" (صديق الرجل المفضل). وقد أشعلت الصورة، التي تعتبر جزءاً من رؤيتها الفنية، موجة من الانتقادات والجدل المحتدم.
منذ نجاح أغنيتها المنفردة "Espresso" الصيف الماضي، أصبحت كاربنتر ظاهرة عالمية معروفة بأسلوبها الفني الجريء والمثير للجدل. ومع ذلك، غالباً ما تُتهم المغنية بالإفراط في إظهار الجانب الجنسي في أدائها المسرحي وكلمات أغانيها، مما يضعها باستمرار في دائرة الانتقادات.
يُظهر الغلاف المثير للجدل الفنانة في وضعية مثيرة للدهشة عند قدمي رجل لا يظهر وجهه، وهو يمسك بشعرها. ويأتي العنوان "صديق الرجل المفضل" ليزيد من التساؤلات، خاصة مع ظهور عنق كلب يحمل طوقاً عليه اسم الألبوم على ظهر الغلاف. يرى العديد من النقاد أن هذا التصوير يمثل إشارة واضحة إلى "التشييء" (Objectification) والأنماط الذكورية السائدة.
انقسمت آراء الجمهور حول هذا الاختيار الفني. فبينما رأى البعض أنه محاولة ساخرة لمحاكاة الإعلانات المسيئة للمرأة التي كانت شائعة في خمسينيات القرن الماضي، اعتبره آخرون مسيئاً لرسالتها كفنانة. وعلق أحد المستخدمين قائلاً: "أن تدعي أنها شخصية نسوية واعية ومناهضة للذكورية، في حين أن هويتها الفنية بأكملها لا تزال تدور حول البحث عن استحسان الرجال ورغبتهم، هو خيار... غريب!". وأضاف آخر أن "التعبير عن الجاذبية لا يتطلب التشييء، وصورة سحب الشعر تفوح منها رائحة الأبوية والسيطرة الذكورية".
لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تثير فيها سابرينا كاربنتر الجدل. فخلال جولتها الغنائية لألبوم "Short n’Sweet"، تضمنت عروضها إشارات جنسية صريحة، مثل تقليد وضعيات مختلفة من "الكاماسوترا" أثناء أداء أغنية "Juno"، مما تحول إلى ترند واسع الانتشار على منصة تيك توك. كما أنها تضمنت في نهاية أغنية "Bed Chem" مشهداً تمثيلياً مثيراً للجدل. وقد أدت هذه العروض إلى تعرضها لانتقادات واسعة النطاق، وُصفت بأنها مسيئة للمرأة.
في المقابل، ردت الفنانة على منتقديها في مقابلة حديثة، معتبرة أن شكاوى الجمهور مضحكة. وقالت: "دائماً ما يثير سخريتي عندما يتذمر الناس قائلين: 'كل ما تفعله هو الغناء عن هذا الموضوع (الجنس)'. لكنكم أنتم من تجعلون هذه الأغاني شائعة. من الواضح أنكم تحبون هذا الموضوع. أنتم مهووسون به. إنه موجود في عرضي". وأكدت كاربنتر أن عروضها تتضمن لحظات أخرى أكثر عمقاً، لكن الجمهور يختار إعادة نشر والتعليق على المقاطع الأكثر إثارة للجدل.
تفضل سابرينا كاربنتر التعامل مع الانتقادات بروح الدعابة، مؤكدة أنها لا تسمح لها بأن تحطمها. وقد ردت على سؤال ساخر لأحد المعلقين حول ما إذا كانت لديها "شخصية خارج إطار الجنس" بالقول: "نعم يا فتاة، وهي رائعة". واختتمت حديثها بالدفاع عن فنانات أخريات يواجهن نفس النوع من التعليقات، مشددة على ضرورة أن "نتعلم كيف نصبح أقوى، لكن ليس علينا أن نتعلم كيف نصمت". ويبقى السؤال: هل هذه الخيارات الفنية، بما في ذلك غلاف الألبوم الجديد، ليست سوى استفزاز مدروس موجه ضد النقد الذكوري والمتحيز؟