
في كلمات قليلة
كشف جيمس ميدلتون، شقيق كيت ميدلتون، عن تفاصيل مؤلمة حول معركته مع الاكتئاب السريري ومحاولة الانتحار عام 2017، مشيراً إلى أن كلبته "إيلا" أنقذت حياته. وأكد في مقابلة مع "التايمز" أن التعافي من الاكتئاب عملية مستمرة. كما أشاد بدعم عائلته له ولشقيقته كيت خلال محنتها الصحية الأخيرة، مؤكداً أن التواصل هو مفتاح تجاوز الأزمات العائلية.
في مقابلة نادرة ومؤثرة، تحدث جيمس ميدلتون، الشقيق الأصغر لأميرة ويلز كيت ميدلتون، عن معركته الطويلة مع الاكتئاب وتأثير الأوقات العصيبة التي مرت بها عائلته مؤخراً بسبب تشخيص شقيقته بالسرطان.
وفي حديثه لصحيفة "التايمز" البريطانية، أكد ميدلتون (38 عاماً) أن التعافي من الاضطرابات النفسية ليس أمراً نهائياً. وقال: "لم أُشفَ من الاكتئاب؛ لا يمكن للمرء أبداً أن يشفى من مشاكل الصحة النفسية لأنها موجودة باستمرار، طوال الوقت، مثل صحتنا الجسدية".
وكان جيمس قد نشر العام الماضي مذكراته بعنوان "قابلوا إيلا: الكلبة التي أنقذت حياتي" (Meet Ella: The Dog Who Saved My Life)، حيث يروي كيف منعه كلبه الوفي من إنهاء حياته خلال ليلة يأس في عام 2017. واعترف بأنه كان يخشى رد فعل الجمهور على كشفه عن صراعه مع الاكتئاب.
وأضاف: "أعتقد أنني كنت خائفاً بشكل خاص من أن يتم وصفي بالمتظاهر عند الكتابة عن اكتئابي؛ وأن يقول الناس: 'لقد تلقيت تعليماً متميزاً. لقد كان لديك كل شيء حقاً. لم تواجه صعوبات حقيقية'". لكنه شدد على أن "الاكتئاب لا يختار بهذه الطريقة"، مؤكداً أن الاضطرابات النفسية يمكن أن تصيب أي شخص، بغض النظر عن خلفيته الاجتماعية.
اللحظة التي أنقذته فيها "إيلا"
تفتتح مذكراته بلحظة مرعبة: في نوفمبر 2017، تسلق جيمس ميدلتون سطح شقة والديه في لندن بنية القفز. في تلك اللحظة، رأى كلبته "إيلا" تنظر إليه بعيون ملتمسة من الأسفل. هذه النظرة أقنعته بالعدول عن قراره.
وأوضح عن أفكاره الانتحارية تلك الليلة: "هناك أسباب للبقاء على قيد الحياة، وعدم الرغبة في التسبب بأي أذى لأي شخص من خلال أفعالي كان سبباً رئيسياً". وأضاف: "تخيلت ما سيكون عليه الأمر بالنسبة لإيلا، وكم سيكون ذلك غير عادل بالنسبة لها، ثم امتد هذا التفكير إلى عائلتي وأصدقائي. كل ما كنت سأفعله هو نقل ألمي إلى أشخاص آخرين".
دعم العائلة في مواجهة المرض
أشاد جيمس ميدلتون بالدعم الثابت من عائلته، وخاصة شقيقتيه كيت وبيبا، اللتين رافقتاه في جلسات العلاج. وتذكر قائلاً: "وجودهما عنى أنني كنت محاطاً بأشخاص يفهمون حقاً ما كنت أمر به".
كما أشار إلى التأثير الإيجابي لحملة "رؤوس معاً" (Heads Together) التي أطلقتها شقيقته كيت وصهره الأمير ويليام، قائلاً: "كنت على دراية بما يفعلونه. كانت الرسالة العامة هي أنه لا بأس ألا تكون بخير".
وفيما يتعلق بالتحديات الأخيرة التي واجهتها العائلة بعد إعلان الأميرة كيت عن تشخيصها بالسرطان، شدد جيمس على أهمية التواصل في أوقات الأزمات. وقال: "أعتقد أننا كعائلة نتعلم كيف نرى الأمور ونتعامل معها ونفهمها. لقد كانت فترة صعبة بالنسبة لها ولعائلتها، وأعلم أنها كانت فترة صعبة بالنسبة لنا ولعائلتنا الممتدة أيضاً، لكنني أعتقد أن الأمر يتعلق بالتواصل وتقديم الدعم والمساعدة عندما نستطيع".
نقطة التحول والعودة إلى الذات
بعد تشخيصه باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) والاكتئاب السريري، خضع جيمس ميدلتون للعلاج السلوكي المعرفي لمدة عامين. وهو الآن لا يتناول الأدوية ويعتبر أن نقطة التحول في تعافيه كانت اللحظة التي "عاد فيها ليكون جيمس ميدلتون مرة أخرى".
وفي تلك الفترة، التقى بزوجته المستقبلية أليز تيفينيه في نادٍ خاص بلندن، وذلك بفضل كلبته إيلا التي اقتربت من الشابة. اليوم، جيمس هو أب لطفل يبلغ من العمر 20 شهراً، ويشعر بأنه "في المكان الذي يجب أن يكون فيه". ويختتم حديثه بالقول إنه لا يزال يواجه تحديات الحياة، لكنه تعلم تقبلها ومحاولة رؤية الجانب الإيجابي، مع إدراك أن صحته النفسية تتطلب اهتماماً مستمراً.