
في كلمات قليلة
تسلط هذه المقالة الضوء على خمسة مواقع أوروبية حصلت على "علامة التراث الأوروبي" المرموقة. تستعرض المقالة أهمية كل موقع، من "موندانيوم" في بلجيكا ودير "يوستي" في إسبانيا، إلى منزل "روبرت شومان" في فرنسا، وموقع "أوستيا أنتيكا" في إيطاليا، وقلعة "كينزفارت" في التشيك، موضحة كيف يجسد كل منها قيمًا ولحظات أساسية في تاريخ القارة.
تحتضن أوروبا 67 موقعًا في 22 دولة تحمل "علامة التراث الأوروبي"، وهي مبادرة أطلقتها المفوضية الأوروبية في عام 2011 لتكريم الأماكن والشخصيات واللحظات المفصلية التي شكلت تاريخ القارة ومثلها العليا، من الديمقراطية إلى حقوق الإنسان. هذه العلامة لا تُمنح فقط للجمال المعماري، بل للقصص والقيم التي تجسدها هذه المواقع.
تتنوع المواقع الحاصلة على العلامة بين أماكن تاريخية، ومواقع ذاكرة، وحتى تراث غير مادي، وكلها تروي فصولاً من القصة الأوروبية المشتركة. ومع اقتراب أيام التراث الأوروبي، نسلط الضوء على خمسة من هذه المواقع الاستثنائية التي تستحق الزيارة.
موندانيوم، مونس (بلجيكا)
يُطلق عليه لقب "جوجل الورقي"، وهو أرشيف مذهل أسسه هنري لافونتين، الحائز على جائزة نوبل للسلام، وبول أوتليه، رائد التوثيق الحديث. كان طموحهما جمع كل معارف العالم في مكان واحد وتصنيفها. يضم المبنى اليوم ستة كيلومترات من الوثائق، ويقدم معارض تسلط الضوء على المعرفة كأداة للسلام العالمي.
دير سان جيرونيمو دي يوستي (إسبانيا)
اشتهر هذا الدير بأنه كان الملاذ الأخير للإمبراطور شارل الخامس بعد تخليه عن عرش إسبانيا عام 1556. بنى الملك فيه قصرًا صغيرًا وبسيطًا متصلًا بالكنيسة ليتمكن من متابعة الصلوات من سريره. اليوم، أصبح الموقع مركزًا لمؤسسة "يوستي" التي تعمل على تعزيز التكامل الأوروبي والديمقراطية.
منزل روبرت شومان، سي-شازيل (فرنسا)
في هذا المنزل المطل على وادي موزيل، عاش روبرت شومان، أحد الآباء المؤسسين للاتحاد الأوروبي، سنواته الأخيرة. هنا، وضع أسس المشروع الأوروبي الذي أفضى إلى المصالحة الفرنسية الألمانية وولادة الاتحاد الأوروبي. تحول المنزل إلى متحف يضم مكتبته ومقتنياته الشخصية، ويعد محطة أساسية لفهم تاريخ أوروبا الحديثة.
موقع أوستيا أنتيكا الأثري (إيطاليا)
على الرغم من أن السياح يتجاهلونه أحيانًا لصالح روما، إلا أن هذا الميناء القديم لروما القديمة يقدم نافذة فريدة على الحياة اليومية في الإمبراطورية. تكشف آثاره من معابد وفسيفساء ومخازن عن التنوع الثقافي والديني الذي ميز هذا المركز التجاري والبحري الهام في البحر الأبيض المتوسط.
قلعة كينزفارت (جمهورية التشيك)
كانت هذه القلعة الرائعة، التي امتلكها المستشار النمساوي الأمير كليمنس فون مترنيخ، مركزًا لـ"عصبة السلام" عام 1840، وهي مبادرة دبلوماسية تهدف إلى تحقيق الاستقرار في أوروبا بعد حروب نابليون. اليوم، أصبحت القلعة مكانًا لذاكرة الدبلوماسية الأوروبية وتضم مجموعات فنية ومكتبة لا تقدر بثمن.