كريستين أنغو: "الكتابة ليست مجرد تسلية، بل شغف عميق" - حوار حول الفن والأدب في باريس

كريستين أنغو: "الكتابة ليست مجرد تسلية، بل شغف عميق" - حوار حول الفن والأدب في باريس

في كلمات قليلة

ناقشت الروائية كريستين أنغو والممثل والمؤلف غيوم غاليين العلاقة بين الفن والأدب في لقاء ثقافي بباريس. وكشف الثنائي عن تفاصيل روايتيهما الجديدتين، اللتين ولدتا من تحدي قضاء ليلة في متحف، حيث اختارت أنغو متحف بورصة التجارة للفن المعاصر، بينما اختار غاليين المتحف الوطني الجورجي. وأكدت أنغو أن الكتابة بالنسبة لها هي شغف وليست مجرد ترفيه.


في إطار الموسم الثاني من برنامج «مجموعات مدام فيغارو» الأدبي، سُلِّط الضوء على موضوع «الفن في الأدب». وجمع هذا الحدث الثقافي البارز الروائية الباريسية كريستين أنغو، العضو في أكاديمية غونكور المرموقة، والممثل والمؤلف الصاعد غيوم غاليين، عضو الكوميدي فرانسيز (المسرح الوطني الفرنسي).

تمحورت الجلسة، التي أُقيمت بدعم من دار شانيل، حول كيفية استيعاب الأدب للفن. وقد نشرت أنغو، التي ألفت نحو عشرين كتاباً، مؤخراً روايتها «الليلة حسب الطلب» (La nuit sur commande) عن دار ستوك، والتي تتناول فيها جولة ليلية في بورصة التجارة (Bourse de Commerce) في باريس. أما غاليين، فقد وقّع للتو روايته الأولى «شارب الضباب» (Le buveur de Brume) عن الدار نفسها، ويروي فيها ليلة قضاها في المتحف الوطني الجورجي في تبليسي.

تحدي "ليلة في المتحف": الكتابة ليست تسلية

كانت نقطة الانطلاق لكلا العملين تحدياً بسيطاً من الناشر ضمن مجموعة «ليلتي في المتحف»: قضاء ليلة في متحف يختارونه، ثم الكتابة عما يشاءون. اعترفت كريستين أنغو، التي تؤكد أن «الكتابة ليست مجرد تسلية، بل شغف عميق»، بأنها شعرت بالخوف من عدم النجاح، إلى أن وصلت الجملة الأولى. وقد اختارت أنغو بورصة التجارة لأنها ترى أن «هناك اعتقاداً مستمراً بأن الفن المعاصر غير مثير للاهتمام، في حين أنه يثير اهتمامي تحديداً لأنه يحدث الآن».

من جانبه، اختار غيوم غاليين المتحف الوطني الجورجي لسبب شخصي للغاية: وجود صورة لجدته الكبرى هناك. واعترف الممثل الشهير بأنه شعر «بالقلق من عدم الارتقاء إلى مستوى التحدي». وتبدأ روايته بعبارة تعكس دوافعه الشخصية: «جئت كجورجي، وعاملوني كسائح، وهذا جزاء ما فعلت».

إلهامات خالدة وجدل الخالد والعادي

تطرق الحوار إلى أمثلة أدبية كلاسيكية وحديثة، مثل ستندال وأوسكار وايلد وفيرجينيا وولف وميشيل ويلبيك، لاستكشاف مكانة الفن في الأدب. وأكد المتحدثان أن الفن لا يتوقف عن إلهام الأدب، سواء من خلال إنقاذ الفنانين من النسيان أو عبر طرح أسئلة حول مكانة الفرد في المجتمع.

وفي ختام اللقاء، شارك الثنائي أعمالهم الفنية والأدبية المفضلة. بالنسبة لغيوم غاليين، تشمل الإلهامات الأدبية مارسيل بروست وتشيخوف وموليير، وفي الفن التشكيلي ديفيد هوكني وسول ليويت. أما كريستين أنغو، فقد اختارت ثلاث أعمال مفضلة لديها: «الأخطار السعيدة للأرجوحة» لـفراغونار، و«أحذية» لـفان جوخ، و«نشوة القديسة تريزا» لـبيرنيني. ولخصت اختيارها قائلة: «في هذه الأعمال الثلاثة، يوجد العادي والمطلق». وعقّب غاليين: «نحن نقضي وقتنا في الموازنة بين ما لا يوصف وما يمكن قوله، بين السخافة والسمو، بين العبث والملموس، على هذا الخط الفاصل من الاحتمالات».

نبذة عن المؤلف

ناتاليا - صحفية اجتماعية، تغطي قضايا الهجرة والتكيف في فرنسا. تساعد تقاريرها السكان الجدد في فهم البلاد وقوانينها بشكل أفضل.