
في كلمات قليلة
يستعد الممثل لوغانت لافيت لتقديم حفلَي افتتاح وختام مهرجان كان السينمائي الـ78 في مايو 2025، وسيشارك أيضاً بفيلمين. تحدث لافيت عن تجربته السابقة في التقديم، وكيف تغيرت صناعة السينما، وماذا يعني له مهرجان كان.
يستعد الممثل الفرنسي لوغانت لافيت لتقديم حفلَي الافتتاح والختام للدورة الـ78 من مهرجان كان السينمائي، المقرر إقامتها في الفترة من 13 إلى 24 مايو 2025. وتعد هذه المرة الثانية التي يُعهد فيها لافيت بتقديم الحدث السينمائي العالمي البارز.
اعترف لافيت بأنه تردد في البداية قبل الموافقة على العودة، نظراً لتجربته السابقة في عام 2016، والتي وصفها بأنها كانت متباينة. ففي تلك الدورة، كان يقدم الحفل ويشارك بفيلم له في المسابقة ("Elle" لبول فيرهوفن)، ما جعله يشعر بتوتر وقلق كبيرين. ولكنه يرى أن السياق الحالي في العالم وفي صناعة السينما يسمح له بالعودة وتقديم شيء مضحك وذو معنى في الوقت ذاته.
شدد لافيت على أن مهرجان كان يتجاوز مجرد كونه حدثاً سينمائياً منذ تأسيسه في عام 1939، وهي فترة شهدت اضطرابات عالمية. ويرى أنه بدون أن يصبح منصة وعظ، لا ينبغي إغفال الصدى الذي يمكن أن يحدثه المهرجان في وقت نواجه فيه مرة أخرى أيديولوجيات مزعجة.
وأشار الممثل إلى التغيرات الهائلة التي شهدتها صناعة السينما منذ عام 2016، خاصة مع ظهور حركات مثل #MeToo التي هزت القطاع والمجتمع. وتذكر نكتة سابقة له حول مخرج أثارت جدلاً واسعاً آنذاك، وكيف أن الجو العام في الصناعة، خاصة بعد هذه الحركات، قد تغير وأصبحت مثل هذه التعليقات قد تمر بسهولة أكبر اليوم.
عند سؤاله عن حرية التعبير في عصر الشبكات الاجتماعية، أجاب بأنه لا يمكن أن تكون الحرية كاملة. فالكلمات يمكن إخراجها بسهولة من سياقها وتضخيمها وتشويهها، مما يفرض حذراً ويدفع المتحدث لأن يبقى صادقاً قدر الإمكان ضمن هذا النطاق.
بالإضافة إلى تقديم الحفل، سيتواجد لوغانت لافيت على السجادة الحمراء لدعم فيلمين: "أغنى امرأة في العالم" للمخرج تييري كليفا، المستوحى بحرية من قضية ليليان بيتنكور الشهيرة، والذي سيُعرض خارج المسابقة، والكوميديا "الطبقة الوسطى" لأنطوني كوردييه، الذي سيُعرض في قسم "أسبوعَي المخرجين".
كما تطرق لافيت إلى مشاريعه المستقبلية، مشيراً إلى انتهائه لتوه من تصوير فيلم كوميدي جديد، وإلى إنهائه لكتابة سيناريو فيلمه الثاني كمخرج (بعد "أصل العالم" الذي عُرض في كان عام 2020)، وتحضيراته لدور "زازا" في النسخة الفرنسية من المسرحية الموسيقية الشهيرة "قفص المجانين".
وتذكر لافيت أول صعود له على درجات كان مع فيلم الرسوم المتحركة "الأمير الصغير"، مشيراً إلى تركيز المصورين على فساتين الممثلات ومجوهراتهن وأحذيتهن، مما أعطى شعوراً بأن "التجار قد دخلوا الهيكل" وقلّل من قدسية اللحظة. كما تحدث عن لقاءاته التي لا تُنسى مع شخصيات مثل جورج لوكاس وإيزابيل أوبير، التي التقاها مجدداً في فيلم "أغنى امرأة في العالم". وسلط الضوء على الدور الذي لعبه كان في إطلاق أفلام بنجاح كبير مثل "كونت مونت كريستو" العام الماضي.
وعن دوره في "أغنى امرأة في العالم"، والذي يجسد فيه شخصية مستوحاة من شخصية حقيقية معروفة، وصف لافيت الشخصية بأنها مسرحية وتتجاوز الحدود قليلاً، وقد استمتع بأدائها، إلى جانب سعادته بالعمل مجدداً مع إيزابيل أوبير. وأشار إلى أنه لا يسعى عمداً للقاءات مع شخصيات معينة في كان، لأنه يشعر بالارتباك ولا يجد الكلمات المناسبة للتعبير عن احترامه وإعجابه.
في ختام حديثه، وصف لوغانت لافيت مهرجان كان بأنه يمثل دائماً لحظة من التواضع، فهو "يذكّرك بأن هناك دائماً من هو أقوى منك، وأكثر ذكاءً، وأكثر شهرةً". ويرى أن المهرجان أشبه بلعبة "إما الكل أو لا شيء"، مثل الأوبرا حيث يصفق الجمهور بحرارة أو يطلق صافرات الاستهجان بنفس الشدة. وهذا التوتر هو ما يجعله مثيراً أيضاً.