
في كلمات قليلة
مقابلة مع أيقونة المسرح الفرنسي مارينا هاندس، التي تتحدث عن ذروة مسيرتها في «الكوميدي فرانسيز»، وكيف أن العمل المكثف يمثل توازنها، بالإضافة إلى استعدادها لأداء ملحمي في مهرجان أفينيون.
تعتبر الممثلة الفرنسية مارينا هاندس، التي عادت إلى خشبة مسرح «الكوميدي فرانسيز» (Comédie-Française) قبل خمس سنوات، واحدة من أبرز أيقونات المسرح المعاصر. تعيش هاندس حالياً ذروة مسيرتها الفنية، حيث حصدت مؤخراً جائزة موليير لأفضل ممثلة عن دورها في مسرحية «حذاء الساتان» (Le Soulier de satin)، العمل الذي ينتظره الجمهور بشغف في مهرجان أفينيون المسرحي.
في حوار صريح، كشفت هاندس عن تفاصيل عودتها إلى المسرح الوطني الفرنسي، وعن طفولتها الصعبة، والتأثير العميق لحركة MeToo على فنها وشخصيتها.
الاستقرار في قلب المسرح
وصفت مارينا هاندس، التي تنحدر من أصول سلافية (جدها روسي)، عامي 2024 و 2025 بأنهما «استثنائيان». فقد تألقت في أدوار متنوعة، من تجسيدها لشخصية جينا رولاندز في «ضد»، إلى أدائها المذهل في مسرحية «الصمت» الخالية من الكلمات. وتؤكد هاندس أن عودتها إلى «الكوميدي فرانسيز» في عام 2020، وتعيينها عضواً دائماً (Sociétaire) قبل عام، كان بمثابة مرساة لها في مهنة التمثيل غير المستقرة.
وقالت: «أنا سعيدة جداً لأنني أعمل بلا توقف. توازني يمر عبر هذه الكثافة. مهنة التمثيل غير مستقرة للغاية، والممثلون يفتقرون باستمرار إلى المشاريع. «الكوميدي فرانسيز» يسمح لي بالعمل طوال الوقت. أحتاج إلى أن تكون هذه المهنة هي تنفسي، وطريقتي في فهم العالم والناس، وشعوري بالفائدة أيضاً».
التحرر من الخجل
على الرغم من نجاحها في السينما، وحصولها على جائزة سيزار عام 2007 عن فيلم «ليدي تشاترلي»، يبقى المسرح هو شغفها الأكبر. وتصف هاندس غرفتها الخاصة في المسرح بأنها «مكان للزهد والاعتكاف»، ومكتبها للتفكير والإلهام، بعيداً عن صخب الحياة اليومية.
وفي اعتراف مؤثر، كشفت هاندس عن صراعها الداخلي في الصغر: «كنت طفلة خجولة جداً، صامتة جداً، وغير مرتاحة في جلدها». وتؤمن بأن الخيال والتمثيل هما ما حررا عواطفها. «التمثيل هو الحلم. أنا أبحث دائماً عن العلاقات الإنسانية، وهذا يجعل حياتي أسهل بكثير. أجد الإجابات وأستكشف. إن التعقيد البشري هو طينتي اليومية».
موليير و«الأولمبياد»
تتطلب مسرحية «حذاء الساتان» الملحمية، التي تستمر ثماني ساعات، استعداداً بدنياً وعقلياً يشبه استعداد الرياضيين. هاندس، التي كانت فارسة في فريق الناشئين الفرنسي لركوب الخيل في شبابها، تتعامل مع الدور بنفس الانضباط. وتصف المسرحية بأنها «أولمبيادها»، مشيرة إلى أنها تضاعف جهودها استعداداً لعرضها في ساحة الشرف في مهرجان أفينيون، أمام ألفي متفرج، معترفة بأنها «مرعوبة» من حجم الجمهور.
كما تطرقت هاندس إلى حركة MeToo، مؤكدة أنها «ثورة بلا أي اعتدال»، وأنها تنقذ وتصلح الأرواح. وأضافت أن الحركة سمحت لها بتأكيد أنوثتها وفرديتها كفنانة في صناعة كانت تعتبرها «أكثر جدية أو مأساوية أو رياضية مما ينبغي». واختتمت حديثها بالقول: «لقد سمحت لي MeToo بالتمثيل بطريقة مختلفة. تمكنت من تطهير بعض الأمور، وأنا مدينة بالشكر لكل النساء حول العالم اللاتي تحدثن».
بعيداً عن الأضواء المسرحية، تمارس مارينا هاندس شغفها بالموسيقى، حيث تغني في فرقة روك تدعى «الحيوان الحزين» (Animal Triste)، لتجد طاقة جديدة في «التواصل مع الجمهور» بعيداً عن الأجواء الرسمية.