
في كلمات قليلة
بينما يستعد العالم لانطلاق الدورة 78 لمهرجان كان السينمائي، تسلط الضوء على تاريخ المهرجان الحافل بالجدل والفضائح إلى جانب الإنجازات السينمائية. أفلام مثل "لا غراند بوف" و"الكراهية" تسببت في صدمة ونقاش واسع وأصبحت جزءاً من تاريخه.
يستعد عالم السينما لانطلاق الدورة الثامنة والسبعين لمهرجان كان السينمائي، أحد أعرق وأهم المهرجانات في العالم. هذا الحدث السنوي الذي يُقام على ساحل الريفييرا الفرنسية يجذب ألمع النجوم وصناع الأفلام المؤثرين. لكن تاريخ مهرجان كان ليس مجرد سجاد أحمر وتصفيق حار، بل هو أيضاً سلسلة من الفضائح والجدل الصاخب الذي كان في بعض الأحيان أكثر إثارة للنقاش من الأفلام الفائزة نفسها.
لطالما كان كان مكاناً تتصادم فيه الآراء وتشتعل فيه النقاشات، مما يثير موجات من التعليقات وردود الفعل الغاضبة. بعض الأفلام دخلت التاريخ من باب الجدل والخلاف الذي أثارته.
إحدى أولى الصدمات الكبرى حدثت في عام 1973 مع فيلم ماركو فيريري "لا غراند بوف" ("La Grande Bouffe"). هذا الفيلم الذي يحكي قصة أربعة رجال يقررون الانتحار ببطء عبر الإفراط في الطعام والجنس، تسبب في صدمة حقيقية للجمهور والنقاد. بعد عرضه، عمت قاعة العرض حالة من الغضب والاحتجاج. المؤتمر الصحفي مع المخرج تحول إلى مبارزة كلامية حامية مع الصحفيين. الممثلة أندريا فيريول، التي شاركت في الفيلم، تذكرت قائلة: «في نهاية الفيلم، كان الأمر أشبه بالرعد، كعاصفة ضخمة».
إظهار الواقع القبيح الذي يثير الغضب كان أيضاً هدف ماتيو كاسوفيتز في فيلمه "الكراهية" ("La Haine"). هذا الفيلم القوي والمثير للجدل حول الحياة في ضواحي باريس شكل أيضاً نوعاً من الصدمة في كان، وأثار نقاشاً واسع النطاق.
تاريخ مهرجان كان السينمائي مليء بأمثلة مشابهة حيث اصطدم الفن بالمعايير والتوقعات المجتمعية، مما أدى إلى فضائح أصبحت جزءاً لا يتجزأ من سجلات السينما العالمية.