
في كلمات قليلة
في حوار خاص خلال مهرجان كان الـ78، أكد المخرج أرنو ديبلشان والممثلة ناديا تيريشكيفيتش أن شغفهما المشترك بالسينما والأدب هو وسيلتهما لقبول "قسوة الحياة". كما تبادلا ذكريات مثيرة من المهرجان وتحدثا عن أفلام أثرت فيهما بعمق مثل "The Straight Story" و"Breaking the Waves".
في إطار تغطيتنا الخاصة للدورة الثامنة والسبعين من مهرجان كان السينمائي، جمعنا سبعة ثنائيات استثنائية من النجوم والمخرجين لتبادل الخبرات والآراء. اليوم، التقينا الممثلة ناديا تيريشكيفيتش والمخرج السينمائي المخضرم أرنو ديبلشان، اللذين تشاركا حبهما العميق للسينما والأدب وكيف يساعدهما الفن على مواجهة تحديات الحياة.
ديبلشان: السينما والأدب هما مرآة للواقع
عند سؤاله عن الرابط الذي يجمعه بالممثلة ناديا تيريشكيفيتش، أجاب أرنو ديبلشان: "ما يوحدنا هو حب الكتب والأفلام. عندما التقيت ناديا لأول مرة، توقعت أن نتبادل الحديث حول شغفها بالحياة، لأن أدوارها السابقة كانت تعبر عن حيوية متفجرة. لكنها فاجأتني بالحديث عن الأدب، بينما تحدثت أنا عن السينما. أدركنا حينها أن الأمر سيان: إن محبة الكتب، مثل الأفلام، تسمح لنا بتقبّل قسوة الحياة واحتضانها بكل ما فيها من فظاظة."
من جانبها، أشارت ناديا تيريشكيفيتش إلى أن والدها هو من عرفها على أفلام ديبلشان في سن مبكرة، وهي الأفلام التي تمزج الأدب بالسينما، حيث "تتجاوز شخصياته دائماً حدود الواقع". وعلق ديبلشان على ذلك بعبارة "أكبر من الحياة" (Bigger than life)، مضيفاً: "لهذا السبب، أنا أفضل الأفلام على الحياة نفسها."
ذكريات من السجادة الحمراء في كان
تحدث الثنائي عن اللحظات التي لا تُنسى في مهرجان كان. يتذكر ديبلشان بداياته في المهرجان، عندما لم يكن يدرك حجم الامتياز الذي يحظى به. يروي حادثة مثيرة للجدل خلال عرض أحد أفلامه، حيث صرخ أحد المشاهدين غاضباً: "ألا تخجل من عرض فيلم كهذا؟"، ليرد عليه مشاهد آخر: "ألا تخجل من قول شيء كهذا؟". ويؤكد ديبلشان أن كان هو المكان الذي "يمكنك فيه أن ترد الجميل لممثلينك وممثلاتك على ما قدموه لك أثناء التصوير، فالناس يأتون إلى هنا لإجلال نجوم السينما".
أما ناديا تيريشكيفيتش، فتتذكر عرض فيلمها "Les Amandiers" (اللوز) في قاعة سينما ضخمة، وكيف كانت والدتها تبكي من شدة التأثر وهي تلوح لها من بعيد. كما كادت أن تفوت صعود السلالم الشهير لفيلم "Rosalie" (روزالي) للمخرجة ستيفاني دي جوستو بسبب ازدحام المرور.
أعمال تمنوا المشاركة فيها
عند سؤالهما عن فيلم تمنيا إخراجه أو التمثيل فيه، قال أرنو ديبلشان إنه يفكر كثيراً في المخرج الراحل ديفيد لينش، وتحديداً فيلمه البسيط والمؤثر "The Straight Story" (قصة حقيقية)، الذي تمنى لو عمل فيه كمونتير أو مصور لمجرد مراقبة لينش وهو يعمل.
في المقابل، اختارت ناديا تيريشكيفيتش فيلم "Breaking the Waves" (موجات عاتية) للمخرج لارس فون ترير. وقالت إن هذا الفيلم ربطها بمشاعرها العميقة، وأداء إميلي واتسون فيه كان "هائلاً". وتصفه بأنه "نشيد للإيمان والحب، ويجعلك ترغب في عيش الحياة بشدة وصناعة السينما".
تجدر الإشارة إلى أن ناديا تيريشكيفيتش تشارك حالياً في فيلم "Une affaire" (قضية) للمخرج أرنو ديبلشان، وفيلم "Pile ou face?" (الوجه أو الظهر؟) الذي يُعرض ضمن قسم "نظرة ما" في مهرجان كان.