
في كلمات قليلة
يتناول كتاب "كلمات الأمهات: لقد ربين نجوماً" للكاتب دانييل بودييه، قصصاً حميمية لأمهات شخصيات فرنسية شهيرة مثل كارلا بروني وليا سيدو، مسلطاً الضوء على مشاعر الفخر، والقلق، والدعم الذي قدمته الأمهات لأبنائهن خلال صعودهم إلى الشهرة، وكيف تعاملن مع تحديات مثل التنمر المدرسي والتمرد على النظام التعليمي.
لطالما كانت حياة المشاهير محط الأنظار، لكن القليلين فقط يتوقفون عند القصص الملهمة للنساء اللواتي قمن بتربية هؤلاء النجوم. في كتابه الجديد «كلمات الأمهات: لقد ربين نجوماً» (Paroles de mères : elles ont élevé des stars)، يقدم الكاتب الفرنسي دانييل بودييه شهادات مؤثرة من أمهات شخصيات فرنسية بارزة، ليكشف عن كواليس الصعود إلى الشهرة.
يقول بودييه إن دافعه لكتابة العمل كان ملاحظته بأن المشاهير غالباً ما يتحدثون عن أمهاتهم. أراد أن يفهم كيف عاشت هؤلاء الأمهات مسيرة أبنائهن وبناتهن المهنية، وما هي المخاوف التي انتابتهن عند اتخاذ الأبناء قرار دخول عالم لم يكن مألوفاً لهن. يضم الكتاب حوارات مع أمهات المغنية كلارا لوتشياني، والممثل فرانسوا سيفيل، والممثلة ليا سيدو، وبالأخص ماريزا بوريني، والدة كارلا بروني-ساركوزي والمخرجة فاليريا بروني-تيديشي.
فخر الإليزيه وتحديات الأمومة
تعد قصة ماريزا بوريني من أكثر القصص جاذبية في الكتاب. وهي إيطالية الأصل، عبرت عن فخرها الهائل بابنتها كارلا بروني عندما أصبحت السيدة الأولى لفرنسا. وتكشف بوريني أنها أحبت قضاء الوقت في قصر الإليزيه، بل وتفتقد تلك الفترة السياسية أكثر مما تفتقدها كارلا نفسها، مؤكدة أن رؤية ابنتها في هذا المنصب كانت «فخراً عظيماً» لها.
كما تتطرق الأمهات إلى الصعوبات التي واجهنها. تروي فرانسواز مولان سيفيل، والدة الممثل فرانسوا سيفيل، كيف تحولت هويتها من أستاذة جامعية إلى «والدة فرانسوا سيفيل». وتؤكد أنها كانت حريصة على دعم ابنها رغم قلقها من عالم السينما، مشيرة إلى أنها قامت بتعيين وكيل أعمال له في بداية مسيرته لضمان اتخاذ القرارات الصحيحة. وفي لفتة حميمية، تكشف أنها تتابع كل خبر يتعلق بابنها لدرجة أنها فعلت تنبيهات جوجل باسمه.
التنمر المدرسي والتمرد على النظام التعليمي
لم تقتصر القصص على النجاح فقط، بل شملت تحديات شخصية. تكشف إيفلين لوتشياني، والدة كلارا لوتشياني، أن ابنتها عانت من التنمر المدرسي في صمت، ولم تكتشف الأم الأمر إلا لاحقاً. ومع ذلك، يرى المؤلف أن هذه الفترة الصعبة ساهمت في صقل شخصية كلارا وجعلتها أقوى. كما تتشابه قصص العديد من النجوم، مثل ليا سيدو والممثل أليكس لوتز، في عدم تأقلمهم مع النظام التعليمي التقليدي، حيث كان يُنظر إلى رغبتهم في الفن والتمثيل على أنها «مهنة غير جادة» من قبل معلمي آبائهم.
يختتم دانييل بودييه حديثه بالتأكيد على أن القاسم المشترك بين جميع الأمهات هو الحب غير المشروط والتفاني. ويقول: «لقد شعرت هذه الأمهات بالخوف من الشهرة لأنها كانت مجهولة بالنسبة لهن، لكنهن في النهاية دعمن أطفالهن وساعدنهم بكل ما أوتين من قوة». يقدم الكتاب، الذي يزخر بالاعترافات الصادقة، نظرة عميقة على الدور المحوري للأم في تشكيل مصير النجوم.