شارلوت غينسبور في كان: "لست متواضعة، بل أفكر دائماً فيما كان يمكنني فعله بشكل أفضل"

شارلوت غينسبور في كان: "لست متواضعة، بل أفكر دائماً فيما كان يمكنني فعله بشكل أفضل"

في كلمات قليلة

خلال مشاركتها في حوار "Women In Motion" بمهرجان كان، كشفت النجمة الفرنسية شارلوت غينسبور عن دوافعها الفنية، مؤكدة أنها ليست متواضعة بل دائمة التفكير فيما كان يمكنها فعله بشكل أفضل. كما تحدثت عن فوزها بجائزة أفضل ممثلة عن فيلم "ضد المسيح" وتأثير المخرج لارس فون ترير عليها، بالإضافة إلى دورها القادم في فيلم ويس أندرسون وتجسيدها لشخصية المناضلة جيزيل حليمي.


حضرت الممثلة والمخرجة شارلوت غينسبور فعاليات الدورة الثامنة والسبعين لمهرجان كان السينمائي، حيث قدمت فيلمها الجديد "The Phoenician Scheme" للمخرج ويس أندرسون. وقد شاركت غينسبور في حوار "Women In Motion" الذي تنظمه مجموعة "كيرينغ"، وهو برنامج يحتفي بالمساهمات النسائية في تشكيل الثقافة المعاصرة، حيث كشفت عن طموحها الدائم نحو التحدي.

تستذكر غينسبور أقوى ذكرياتها في كان، وهي فوزها بجائزة أفضل ممثلة عام 2009 عن دورها في فيلم "ضد المسيح" (Antichrist) للمخرج لارس فون ترير. تروي شارلوت تفاصيل تلك اللحظة قائلة: "بعد العرض، كنت قد عدت بالفعل إلى باريس، لكن تييري فريمو (المدير العام للمهرجان) اتصل بي وطلب مني العودة إلى كان دون أن يخبرني بالسبب. عندما علمت أن لارس لن يكون هناك، بدأت أفهم."

هذه الجائزة المرموقة لفيلم لا يزال عزيزاً على قلبها، كان لها الفضل أيضاً في دفعها للوقوف خلف الكاميرا. ففي عام 2017، أرادت أن يخرج فون ترير فيديو كليب أغنيتها "Deadly Valentine" من ألبومها "Rest"، لكنه لم يجد الوقت. "شجعني على تصويره بنفسي، ووعدني بإرشادي خطوة بخطوة"، تقول غينسبور. وبالفعل، أخرجت شارلوت أول فيديو كليب لها، وظهرت فيه ابنتاها أليس وجو.

لطالما كانت العائلة حاضرة بقوة في مسيرة الممثلة، ابنة الأسطورتين سيرج غينسبور وجين بيركين. وقد كرست شارلوت باكورة أعمالها الإخراجية لأسرتها، حيث قدمت في عام 2024 الفيلم الوثائقي "جين من شارلوت" (Jane par Charlotte) عن والدتها الراحلة جين بيركين التي توفيت عام 2023. تتحدث عن تلك التجربة المؤثرة: "كانت والدتي مريضة جداً، وكنت أخشى في أي لحظة أن تتوفى أثناء التصوير. كنت خائفة أيضاً في كان، لكنها جاءت بطائرة هليكوبتر."

تصف شارلوت غينسبور نفسها بأنها خجولة ومنطوية، ولذلك وجدت في السينما مساحة لتعيش حيوات أخرى وتستكشف شخصيات مختلفة عن شخصيتها الحقيقية. منذ بداياتها، عندما شجعتها والدتها على التمثيل، كانت الأفلام هي كل ما يهمها. اليوم، تعترف النجمة بأن مسيرتها المهنية ساعدتها على اكتساب الثقة بالنفس من خلال خوض تحديات متكررة. فمن "21 غراماً" (2003) إلى ثلاثية لارس فون ترير الصعبة: "ضد المسيح" و"ملانخوليا" (2011) و"الحورية" (2013)، سمحت لها الأدوار المعقدة بالدخول إلى مناطق وعرة.

وتضيف: "أحب المخرجين الذين لديهم ميل للاستفزاز، لأنني أعتقد أنهم يذكرونني بوالدي قليلاً". هذه الأدوار تتيح لها تجاوز حدودها: "عندما تعمل بجهد كبير وتقاتل من أجل شيء ما، تشعر أنك تستحقه حقاً".

أما عن تحديها القادم، فهو تجسيد شخصية جيزيل حليمي، المناضلة الفرنسية الشهيرة ضد حظر الإجهاض. اعترفت غينسبور بأنها تشكك في قدرتها على تجسيد هذه الشخصية التاريخية: "أنا أشك كثيراً في نفسي. في الواقع، لا أشاهد أفلامي أبداً. أحب التمثيل لأخرج من نفسي. أما النتيجة، فلا أحتاج إلى رؤيتها. ولا تعتقدوا أن هذا تواضع، فأنا لست متواضعة على الإطلاق: أنا فقط أفكر، باستمرار، في كل ما كان يمكنني فعله بشكل أفضل."

نبذة عن المؤلف

ماريا - صحفية في قسم الثقافة، تغطي الأحداث في عالم الفن والترفيه في فرنسا. تجد مقالاتها عن هوليوود، برودواي، والمشهد الموسيقي الأمريكي صدى لدى القراء.