
في كلمات قليلة
تسلم الممثل الأمريكي الأيقوني روبرت دي نيرو السعفة الذهبية الفخرية في الدورة 78 لمهرجان كان السينمائي. هذا التكريم يسلط الضوء على مسيرته الاستثنائية وأهم أفلامه التي شكلت تاريخ السينما.
يحتفي مهرجان كان السينمائي في دورته الثامنة والسبعين بأسطورة حية من هوليوود. تسلم الممثل الأمريكي البالغ من العمر 81 عامًا، روبرت دي نيرو، السعفة الذهبية الفخرية تقديرًا لمساهماته البارزة في عالم السينما. هذه المناسبة دفعتنا لاستعراض مسيرته السينمائية الغنية، التي تمتد لما يقرب من ستة عقود وتضم أكثر من 120 فيلمًا.
اشتهر دي نيرو بأدواره المميزة في أفلام الجريمة والعصابات، مثل "الشوارع الخلفية"، "العراب الجزء الثاني"، "ذات مرة في أمريكا"، و"قتلة قمر الزهرة". كما أثبت جدارته في الأدوار الكوميدية الخفيفة، خاصة منذ بداية الألفية الجديدة. عمل دي نيرو مع كبار النجوم والمخرجين، أبرزهم تعاونه المتكرر مع المخرج الكبير مارتن سكورسيزي في عشرة أفلام. بمناسبة تكريمه في كان، نقدم لكم قائمة شخصية بأفضل عشرة أفلام يجب مشاهدتها لاستكشاف عبقرية روبرت دي نيرو.
10. "ملك الكوميديا" (1983). في هذا الفيلم من إخراج سكورسيزي، يكشف دي نيرو عن جانبه الكوميدي في دور روبرت بابكن، رجل بائس يحلم بأن يصبح فنانًا كوميديًا مشهورًا. هوسه يقوده إلى خطف مذيع تلفزيوني شهير (جيري لاتفورد) لتحقيق مراده. رغم فشله التجاري وقت عرضه، أصبح الفيلم عملًا كلاسيكيًا يتناول مواضيع مثل الهوس بالشهرة ونظام النجومية المغلق.
9. "قتلة قمر الزهرة" (2023). من أحدث أعمال دي نيرو وتعاون العاشر مع سكورسيزي. يؤدي دور ويليام كينغ هيل، رجل متورط في عشرات عمليات قتل هنود الأوساج. الفيلم يثبت أن دي نيرو، حتى في سن الثمانين، ما زال قادرًا على إثارة الرعب على الشاشة. شخصيته الشريرة تستغل مظهره كجد لطيف لإخفاء نواياه القاتلة. نال عن هذا الدور ترشيحًا لجائزة الأوسكار لأفضل ممثل مساعد.
8. "هيت" (1995). في هذا الفيلم البوليسي للمخرج مايكل مان، جمع القدر بين عملاقين هما روبرت دي نيرو وآل باتشينو للمرة الأولى على الشاشة. يلعب دي نيرو دور نيل مكولي، لص محترف في لوس أنجلوس، يطارده المحقق فينسنت هانا (آل باتشينو). الفيلم يتميز بمشاهد إطلاق نار واقعية ومشهد اللقاء الأيقوني بين البطل والشرطي. حقق نجاحًا تجاريًا كبيرًا رغم عدم حصوله على ترشيحات للأوسكار.
7. "الشوارع الخلفية" (1973). يعد هذا الفيلم بداية التعاون المثمر بين دي نيرو وسكورسيزي، ونقطة انطلاق مهمة في مسيرته. يقدم دي نيرو أداءً لا يُنسى في دور جوني بوي، رجل عصابات غير مستقر وغارق في الديون. هذا الدور أظهر قدراته التمثيلية الكبيرة وأكد استعداده لدخول عالم هوليوود من بابه العريض، خاصة في أدوار العصابات.
6. "كازينو" (1995). عودة قوية أخرى لروبرت دي نيرو في عام 1995، وهذه المرة بالتعاون مع سكورسيزي. يجسد شخصية سام "آيس" روثستين، مدير كازينو مرتبط بالمافيا في لاس فيغاس. علاقته المعقدة مع عاهرة (شيرون ستون) تؤدي إلى صراعات دموية. يتميز الفيلم بتصويره الدقيق لعالم الكازينوهات الإجرامي الفاخر، وحصلت شيرون ستون على جائزة الغولدن غلوب وترشيح للأوسكار عن دورها.
5. "العراب الجزء الثاني" (1974). في الجزء الثاني من تحفة فرانسيس فورد كوبولا، يقدم دي نيرو دور فيتو كورليوني الشاب، قبل أن يصبح زعيم مافيا قويًا. يتقمص دي نيرو الشخصية ببراعة ويظهر موهبته في التحدث بالإيطالية، مما أكسبه أول جائزة أوسكار لأفضل ممثل مساعد. أداءه أكمل صورة الأب الروحي التي بدأها مارلون براندو.
4. "ذات مرة في أمريكا" (1984). في ملحمة سيرجيو ليون الإيطالية، يلعب دي نيرو دور ديفيد "نودلز" آرونسون، زعيم عصابة نشأت في شوارع نيويورك. الفيلم تحفة فنية تتناول مواضيع الصداقة والحب والخيانة والانتقام عبر عقود. دور "نودلز" أكد مكانة دي نيرو كأحد أفضل ممثلي أدوار العصابات.
3. "سائق التاكسي" (1976). أحد أشهر أفلام دي نيرو وأيقونة سينمائية أخرى مع سكورسيزي. يلعب دور ترافيس بيكل، جندي سابق في فيتنام يعمل سائق تاكسي في نيويورك الليلية. وحدته واغترابه يدفعانه نحو العنف. عبارته الشهيرة التي ارتجلها "هل تتحدث معي؟" أصبحت من أشهر الاقتباسات السينمائية. نال الفيلم السعفة الذهبية في كان وأربع ترشيحات للأوسكار.
2. "الممنوعون لمسهم" (1987). في فيلم براين دي بالما، يقدم دي نيرو تجسيدًا مرعبًا لزعيم العصابات الأسطوري آل كابوني. يصور الفيلم صراع العميل إليوت نيس (كيفن كوستنر) وفريقه مع كابوني في شيكاغو الثلاثينات. أداء دي نيرو المخيف يجعله أحد أبرز تجسيدات كابوني في السينما، والفيلم يعتبر كلاسيكية في نوعية أفلام العصابات.
1. "الثور الهائج" (1980). يعتبر ذروة التعاون بين دي نيرو وسكورسيزي، ونقطة تحول في مسيرتيهما. يجسد دي نيرو قصة الملاكم جيك لاموتا، من صعوده إلى سقوطه المدوي. خضع دي نيرو لتحولات جسدية مذهلة لأداء الدور، واكتسب وزنًا كبيرًا ليظهر في مراحل مختلفة من حياة الملاكم. نال عن هذا الدور أول جائزة أوسكار أفضل ممثل، والفيلم يعد تحفة فنية وواحدة من أعظم الأفلام الرياضية على الإطلاق.
على الرغم من أن كل أفلام روبرت دي نيرو ليست بنفس المستوى، إلا أن عدد أعماله التي أصبحت أيقونات سينمائية يتجاوز بكثير أعمال العديد من زملائه. ورغم شهرته بأدوار العصابات، فقد تألق أيضًا في الكوميديا في أفلام مثل "المتدرب"، "المعالجة بالسعادة"، أو "قابل الوالدين" حيث لعب دور والد فتاة يتميز بالشك والرقابة. روبرت دي نيرو مستمر في العطاء الفني ويظل واحدًا من أكثر الممثلين تأثيرًا واحترامًا في السينما العالمية.