في كلمات قليلة
أثارت خطيبة الملياردير جيف بيزوس، لورين سانشيز، جدلاً واسعاً بعد تسلمها جائزة "التمكين البيئي" في كان، حيث وصلت إلى الحفل على متن يختها الفاخر "كورو" الذي يعد من أكثر اليخوت تلويثاً للبيئة، مما سلط الضوء على التناقض بين التزامها المعلن وأسلوب حياتها الباذخ.
شهدت مدينة كان الفرنسية مؤخراً مشهداً بدا وكأنه مقتبس من عمل كوميدي ساخر، حيث تسلمت لورين سانشيز، خطيبة الملياردير ومؤسس أمازون جيف بيزوس، جائزة مرموقة لـ "دفاعها عن العدالة المناخية" والتزامها البيئي.
لكن المفارقة الصارخة تكمن في وسيلة وصولها إلى حفل "غلوبال غيفت غالا" (Global Gift Gala) في 19 مايو الماضي. فقد وصلت سانشيز وبيزوس على متن يختهما العملاق "كورو" (Koru)، وهو يخت شراعي فاخر يستهلك أكثر من 2000 لتر من الوقود في الساعة. هذا الاستهلاك الهائل يعادل تقريباً الانبعاثات الكربونية لـ 19,000 سيارة صغيرة من طراز رينو كليو.
رمز التلوث الفاخر
يبلغ طول اليخت "كورو" 127 متراً وتقدر قيمته بنحو 500 مليون دولار أمريكي. وبسبب ضخامته، يحتاج اليخت إلى سفينة دعم مرافقة يبلغ طولها 75 متراً، والتي تضم مهبطاً للطائرات المروحية، وهي وسيلة نقل أخرى معروفة ببصمتها الكربونية العالية.
أثار منح سانشيز، التي تشغل منصب نائبة رئيس "صندوق بيزوس للأرض" (Bezos Earth Fund)، جائزة "التمكين النسائي العالمية" (Global Gift Women Empowerment Award) دهشة العديد من المراقبين في الولايات المتحدة وحول العالم. إذ يرى النقاد أن سجلها الأخير لا يتوافق مع مبادئ الاستدامة، بل يمثل النقيض التام لها.
وتشمل الأنشطة المثيرة للجدل رحلة سابقة قامت بها سانشيز مع صديقاتها، من بينهن كاتي بيري، على متن طائرة خاصة استغرقت عشر دقائق فقط. وقدّر المحللون أن كل راكبة من الستة استهلكت ما لا يقل عن 4.5 طن من ثاني أكسيد الكربون خلال هذه الرحلة القصيرة.
في ظل استعدادها لتنظيم حفل زفاف يوصف بأنه سيكون من بين الأغلى في التاريخ في البندقية، حيث من الواضح أن مفهوم "التقشف" سيكون غائباً تماماً، يبدو تسلمها لجائزة بيئية وكأنه سخرية مريرة. ويؤكد هذا الحادث الفجوة الكبيرة بين الدعوات العامة للحفاظ على المناخ وأسلوب حياة النخبة الثرية.
