طنين الأذن: كيف يمكن للضوضاء الخلفية أن تساعد في تخفيف الأصوات المزعجة؟

طنين الأذن: كيف يمكن للضوضاء الخلفية أن تساعد في تخفيف الأصوات المزعجة؟

في كلمات قليلة

طنين الأذن، أو الرنين في الأذن، غالبًا ما يرتبط بفقدان السمع ويمكن أن يؤثر بشكل كبير على جودة الحياة. تساعد أساليب العلاج الحديثة، بما في ذلك المعينات السمعية وأنواع مختلفة من العلاج الصوتي، في تقليل الإزعاج من هذه الأصوات المزعجة، مما يسمح للدماغ بتجاهلها أو التعود عليها.


نصائحنا الصحية: الملايين حول العالم يعانون من طنين الأذن – أصوات غير مرغوبة يمكن أن تجعل الحياة لا تطاق لبعض المرضى. العلاجات الجديدة، بما في ذلك العلاج الصوتي والمعينات السمعية، تقدم مساعدة قيمة.

صفير، طنين، هسهسة، زقزقة صرار الليل، صوت يشبه صوت إنسان... يمكن أن يأخذ طنين الأذن، وهو الأصوات التي يسمعها الشخص المصاب فقط، أشكالاً مختلفة تمامًا ويُشعَر بها بشكل مختلف من شخص لآخر. يوضح البروفيسور بول أفان، مدير مركز الأبحاث والابتكار في علم السمع البشري بمعهد باستور: «معظم الأشخاص الذين يعانون من الطنين يتعاملون معه بشكل جيد للغاية، بينما يعاني آخرون منه بشكل هاجسي ومزعج، دون أن نعرف حقًا السبب».

وهكذا، من بين الملايين الذين يعانون منه، يعاني مئات الآلاف من اضطراب شديد في حياتهم المهنية والأسرية. يمكن أن يؤدي الطنين بالفعل إلى صعوبات في النوم والتركيز، ويسبب القلق والإرهاق. وغالبًا ما يتفاقم هذا القلق بسبب المصدر غير المعروف لهذه الأصوات الوهمية. ومع ذلك، فإن السبب ليس غامضًا تمامًا: يوضح البروفيسور بول أفان: «الغالبية العظمى من حالات الطنين، 80% على الأقل، مرتبطة بفقدان سمع يمكن قياسه. هناك ارتباط إحصائي قوي بين فقدان السمع والطنين. المرضى الذين تم استجوابهم يشيرون إلى أن طنينهم ظهر في نفس وقت ظهور فقدان السمع».

إحدى الآليات التي تفسر هذه العلاقة هي نتيجة اضطراب الخلايا العصبية السمعية الناتج عن فقدان السمع أو صدمة سمعية. هذه الخلايا العصبية «تخترع» نشاطًا صوتيًا يفسره الدماغ على أنه ضوضاء مزعجة. يصف المتخصص: «في العديد من الحالات، تركيب جهاز سمعي للشخص يساعد، ليس في اختفاء الطنين، ولكن في التخفيف من إزعاجه. بما أنهم يستطيعون السمع مرة أخرى، فإن الأشخاص يحولون انتباههم عن هذه الضوضاء الطفيلية. العديد من المرضى يدركون طنينهم مرة أخرى عند فصل جهازهم السمعي في المساء. لكن الضوضاء الطفيلية لم تعد تستحوذ عليهم، لأنهم يعلمون أنها لم تعد دائمة».

تحويل الانتباه عن طنين الأذن

بالنسبة للأشخاص الذين لا يعانون من ضعف في السمع، أو الذين لا يزالون يعانون على الرغم من استخدام جهاز سمعي، توجد طرق أخرى. العلاجات الصوتية هي الأكثر سهولة. هناك نوعان منها. علاج الإخفاء (Masquage) يتكون من تعريض الشخص لضوضاء خلفية لتحويل انتباهه عن الطنين. معظم الأجهزة السمعية مزودة ببرامج تولد أصواتًا يمكن استخدامها لإخفاء الطنين. توجد أيضًا سماعات أذن بلوتوث أو وسائد مزودة بمكبرات صوت صغيرة مدمجة.

التقنية الصوتية الأخرى هي علاج التعويد (Habituation). وتتمثل في إثراء البيئة الصوتية بمساعدة أجهزة سمعية تصدر صوتًا منخفض الشدة، لا يخفي الطنين. الهدف؟ أن يتعلم الدماغ في النهاية نسيانه. يوضح البروفيسور أفان: «باستثناء الطنين الموضوعي، وهو أصوات حقيقية تنتجها جسم المريض، لن نتمكن أبدًا من إزالة الطنين تمامًا. ما يمكننا فعله هو تقليل شدته المدركة، لكي نتمكن من التوقف عن التفكير فيه – كما هو الحال في التعامل مع الألم، يجب أخذ البعد العاطفي في الاعتبار».

لهذا السبب، يمكن أن تكون متابعة الحالة من قبل أخصائي نفسي مساعدة قيمة، تمامًا مثل تقنيات السوفرولوجيا، التنويم المغناطيسي، التأمل الواعي، أو اليوجا للمساعدة في إدارة الدلالة العاطفية المرتبطة بالطنين.

فرط السمع وفقدان السمع

فرط السمع هو عدم تحمل الأصوات التي تكون عادة غير مؤذية، مثل صوت شوكة تسقط على الأرض. يوضح البروفيسور بول أفان: «يجب العلم أن العديد من الأشخاص الذين يعانون من الطنين يعانون أيضًا من فرط السمع. على الرغم من أن هاتين الظاهرتين مرتبطتان بأنشطة عصبية شاذة، إلا أنهما لا تؤثران على نفس مناطق الدماغ. لكن نقطة انطلاقهما هي فقدان السمع، ويمكن تخفيف كلتا الحالتين بمساعدة الأجهزة السمعية».

Read in other languages

نبذة عن المؤلف

باول - محلل دولي، يحلل السياسة الخارجية لفرنسا والعلاقات الدولية. تساعد تعليقاته الخبراء في فهم موقف فرنسا على الساحة العالمية.