
في كلمات قليلة
يعاني الحزب الاشتراكي الفرنسي من انقسامات حادة وصراعات داخلية تهدد بتفككه، خاصة مع اقتراب المؤتمر الحزبي المقبل والانتخابات الرئاسية، مما يعكس غياب خط استراتيجي واضح.
يواجه الحزب الاشتراكي الفرنسي (PS) مرة أخرى انقسامات داخلية عميقة وعداوات شخصية قوية، مما يعرض وحدته ومستقبله للخطر قبل المؤتمر القادم والانتخابات الرئاسية المرتقبة. على الرغم من المحاولات المعلنة لإظهار الوحدة، مثل المشاركة المشتركة لشخصيات بارزة في مسيرة الأول من مايو، لا يزال الحزب منقسماً بشدة.
يُعد خطر التفكك مرتفعاً جداً، بحسب المراقبين. حتى في القضايا الأساسية أو عندما يتعرض أحد أعضاء الحزب للهجوم، يجد الحزب الاشتراكي سبباً للخلاف الداخلي. ورغم أن النقاشات الحادة كانت دائماً جزءاً من تاريخ هذه القوة السياسية، فقد عرف الاشتراكيون تقليدياً كيف يتوحدون في اللحظات الحرجة. لكن يبدو أن الوضع اليوم مختلف.
كمثال على حدة التوتر، وقع حادث مؤخراً حيث تعرض وفد من الاشتراكيين، بينهم النائب جيروم جيدج، لاعتداء عنيف من قبل أشخاص ملثمين. واضطر جيدج، الذي تعرض لتهديدات في السابق بما في ذلك تهديدات معادية للسامية، إلى الإخلاء. بعد هذا الحادث، انتقد النائب السكرتير الأول للحزب، أوليفييه فور، مدعياً أنه لم يتصل به مباشرة لدعم موقفه، على الرغم من ادعاءات فور على شبكات التواصل الاجتماعي. يؤكد هذا الحادث عمق الخلافات الداخلية.
مع اقتراب مؤتمر الحزب المقرر منتصف يونيو في نانسي، تتشكل بوضوح ثلاث كتل رئيسية داخل الحزب الاشتراكي. من المتوقع صراع قوي بين السكرتير الأول الحالي أوليفييه فور ومعارضيه، الذين هم مصممون على الإطاحة به. ومن بين منتقدي فور حلفاء سابقون.
على الرغم من محاولات توحيد قوى اليسار استعداداً للانتخابات الرئاسية، فإن الصراعات الداخلية وغياب خط استراتيجي واضح قد يؤديان إلى مزيد من التشتت للحزب الاشتراكي. وقد اجتمع بعض معارضي فور حول عمدة روان، الذي كان منافساً قوياً له قبل عامين. كما انضمت شخصيات أخرى، بما في ذلك جيروم جيدج، إلى السباق على قيادة الحزب.
يشير المحللون إلى أن التحدي الرئيسي للحزب الاشتراكي اليوم ليس اختيار زعيم بالقدر ما هو توسيع نطاق نفوذه وجذب أنصار جدد في ظل المشهد السياسي المتغير في فرنسا. يكمن الخطر في أن يخرج الحزب من المؤتمر دون مسار واضح ويستمر في فقدان مكانته.