
في كلمات قليلة
شهد برنامج تلفزيوني فرنسي مواجهة بين الممثل نيكولا بيدوس المدان بالاعتداء الجنسي والكوميدي بول دو سان سيرنين، مما أثار جدلاً واسعاً حول قضايا الاعتداء والرضا ودور الإعلام وحركة MeToo.
أثار لقاء تلفزيوني للممثل والمخرج الفرنسي نيكولا بيدوس جدلاً كبيراً في الأوساط الإعلامية والاجتماعية بفرنسا.
وكان بيدوس، الذي حكم عليه بالسجن ستة أشهر مع وقف التنفيذ عام 2023 بتهمة الاعتداء الجنسي على امرأتين، ضيفاً في برنامج "Quelle époque!" لتقديم كتابه الجديد الذي يتناول تجربته قبل وبعد إدانته.
أشارت مقدمة البرنامج ليا سالاميه إلى أن استضافة بيدوس أثارت نقاشاً داخلياً، لكنها بررت الدعوة بأن الكتاب "يضيف شيئاً لنقاش ما بعد حركة #MeToo". واقتبست سالاميه فقرات من الكتاب يعترف فيها بيدوس بمسؤوليته ويصف نفسه بـ "القذر" و"المعتدي"، ويؤكد أن "الرجل يمنع نفسه" وأن "الرجل يمكن أن يتغير ويعتذر أيضاً". من جانبه، قال الممثل إنه يسعى لتحويل هذا "الخزي إلى كرامة"، مؤكداً أنه لم يستأنف الحكم ضده.
في نهاية المقابلة، تدخل الكوميدي بول دو سان سيرنين بشكل مفاجئ من بين الجمهور. وقال: "كل الأموال التي تجنى من بيع هذا الكتاب ستذهب لجمعية ضحايا. أنت لا تعلم ذلك، لقد قررت للتو"، مما أثار الضحك في الاستوديو.
رد نيكولا بيدوس، الذي بدا محرجاً بوضوح: "ما نقوله هنا جدي". فرد بول دو سان سيرنين: "نعم، لكنها كانت طريقة لأريك مدى أهمية الموافقة (الرضا). كما ترى، أنا أقرر أن الأموال ستذهب لجمعية، دون أن أسألك رأيك". هذا الرد أثار موجة جديدة من الضحك المحرج.
تفاعل الجمهور والمعلقون مع هذا المشهد المثير للجدل كان متناقضاً. جمعية MeTooMedia، التي تكافح العنف الجنسي والجنساني، وعلى الرغم من أنها ضحكت على النكتة، إلا أنها أكدت على أن منح بيدوس منصة يعزز النمط القديم حيث "يبقى المتهمون يتحدثون، والضحايا في الظل". وأضافت الجمعية أن الفكرة الوحيدة التي يجب أخذها من هذه الحلقة هي اقتراح سان سيرنين "الضرب في المحفظة"، لأن جمعيات الضحايا "تعاني بشدة من نقص الموارد".
من جانبها، عبرت الكاتبة فاليري ري-روبرت عن "انزعاجها الجسدي" لرؤية بيدوس "يُهان علناً" من قبل سان سيرنين. واعتبرت الكاتبة المشهد "منحرفاً"، حيث فضل الكوميدي، بدلاً من رفض المشاركة، "بناء سمعة إيجابية" و"إثبات فضيلته على الهواء" دون التشكيك في بنية الإعلام التي تستفيد من الجدل. وانتقدت أن النقاش "حول" الموافقة يجري بين رجال، بينما تبقى الضحايا الفعليات "خارج الصورة".
على النقيض من ذلك، أعربت الفيلسوفة كاميل فروادفوا-ميتري عن أسفها لأنه "بدلاً من الابتهاج بأن رجلاً يؤكد أخيراً أنه يتبرأ من أقرانه، يُلام على محاولة جذب الأضواء النسوية إليه، وتكرار الإيماءة الذكورية (الإهانة)". وترى أنه ما دامت النسويات "يطلقن النيران الثقيلة" على الرجال القلائل الذين يتخذون موقفاً علنياً ضد التمييز الجنسي والعنف، فإنهن بذلك "يغذين آلية النظام الأبوي المشحمة جيداً".
لم يتطرق نيكولا بيدوس بشكل مباشر لهذا المشهد في تعليقاته اللاحقة، لكنه أعرب عن أسفه لأن "جزءاً من الرأي العام (...) يميل إلى رفض فكرة الخلاص". خلال محاكمته، تحدث بيدوس عن "فقدان الوعي"، معترفاً بمشاكل الكحول و"الود الثقيل" في حالة السكر. كانت إحدى الشاكيات قد اتهمته بأنه اقترب منها ومد يده نحو منطقة حساسيتها فوق بنطالها في يونيو 2023. وروت أخرى أنه، وهو مخمور، أمسكها من خصرها وقبلها في رقبتها في مايو 2023.