الفاتيكان يستعد للمجمع المغلق: الكرادلة يتهيئون لانتخاب خليفة البابا فرنسيس

في الفاتيكان، بدأت الاستعدادات الحاسمة للمجمع المغلق (الكونكلاف)، وهو تجمع الكرادلة الذين سينتخبون زعيماً جديداً للكنيسة الكاثوليكية بعد البابا فرنسيس. هذا الحدث، الذي يأتي في أعقاب حبرية شهدت تحولات كبيرة في الكنيسة، يحمل أهمية قصوى ويضع عبئاً ثقيلاً على عاتق الكرادلة الناخبين.

يتوافد الكرادلة بالفعل إلى روما لعقد اجتماعات أولية. تبدأ المشاورات التحضيرية للمجمع المغلق اعتباراً من يوم الاثنين. ومن المتوقع أن يدخل الكرادلة بعد ظهر يوم الأربعاء إلى كنيسة سيستين، المكان المخصص للتصويت، حيث سيعزلون تماماً عن العالم الخارجي حتى انتهاء عملية الانتخاب.

تغص المدينة بأجواء الترقب. تتمركز العديد من الكاميرات والمصورين والصحفيين بالقرب من الكنائس التي يقيم فيها الكرادلة، في محاولة للحصول على تعليقات من كبار رجال الدين. من بين هؤلاء، رئيس أساقفة مرسيليا، الذي تم منحه، شأنه شأن جميع الكرادلة، "لقب" إحدى كنائس روما. تمنح هذه الآلية التاريخية والقانونية الكرادلة الحق في انتخاب أسقف روما، أي البابا.

ستتجه أنظار العالم بأسره نحو المدخنة الصغيرة فوق كنيسة سيستين. فوفقاً للتقاليد، يتم الإعلان عن انتهاء عملية التصويت واختيار البابا الجديد عبر الدخان المتصاعد منها: يشير الدخان الأسود إلى أن التصويت لم يكتمل أو لم يسفر عن اختيار، بينما ينبئ الدخان الأبيض عن انتخاب ناجح.

يُعتبر المجمع المغلق المرتقب "غير مؤكد". فقد شهد تاريخ الانتخابات البابوية، خاصة منذ عام 1939، نتائج متوقعة وغير متوقعة على الإطلاق، مثل انتخاب يوحنا بولس الثاني والبابا فرنسيس نفسه. سيكون اختيار الكرادلة هذه المرة حاسماً لوحدة ومستقبل الكنيسة الكاثوليكية.