
في كلمات قليلة
التقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالزعيم السوري أحمد الشرع في باريس. ماكرون أعلن أن فرنسا ستسعى لرفع العقوبات الأوروبية عن سوريا، لكنه اشترط على الشرع محاكمة المسؤولين عن المجازر الأخيرة لضمان أمن وحماية جميع السوريين.
استقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الزعيم السوري أحمد الشرع في قصر الإليزيه. عقب اللقاء، أعلن ماكرون أن فرنسا ستدعم رفع العقوبات المفروضة على سوريا، لكنه شدد على ضرورة محاكمة ومعاقبة المسؤولين عن المجازر الأخيرة التي ارتكبت بحق المدنيين.
أحمد الشرع، الذي استقبل في باريس ببروتوكول مبسط، غادر بوعود مهمة. خلال مؤتمر صحفي مشترك عقب ساعتين من المباحثات في الإليزيه، أعلن إيمانويل ماكرون أن فرنسا ستدعو لعدم تجديد العقوبات ضد سوريا خلال الاجتماع المقبل للدول السبع والعشرين الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في الأول من يونيو. صرح الرئيس الفرنسي قائلاً: «أعتقد أن من مسؤوليتنا رفع» العقوبات. ويعد ماكرون أول رئيس دولة يستقبل القيادي السابق في جماعة جهادية منذ أن تولى السلطة في دمشق بإطاحة الديكتاتور بشار الأسد في ديسمبر الماضي.
يُعد رفع هذه العقوبات – القطاعية والفردية – حاسماً لتمكين البلاد من التعافي بعد أربعة عشر عاماً من حرب مدمرة. أضاف إيمانويل ماكرون أن «هناك دولاً تشكك»، في إشارة إلى بعض العواصم الأوروبية التي تتردد في اتخاذ مثل هذه الخطوة تجاه زعيم ينتمي إلى الحركة المتطرفة. لكن خلال المؤتمر الصحفي، برر إيمانويل ماكرون الالتزام الفرنسي تجاه سوريا، وخاصة «الشعب السوري» الذي عانى كثيراً تحت نير بشار الأسد.
ومع ذلك، فقد ذكّر بأن فرنسا لديها «موقف متطلب» تجاه أحمد الشرع، بعد المجازر التي ارتكبت من قبل عناصر تابعة لأجهزته الأمنية ضد الأقلية العلوية في بداية مارس، والتوترات مع الدروز في الأسبوع الماضي. صرح ماكرون قائلاً: «إذا واصل السير في طريقه، فسنواصل السير في طريقنا»، مذكّراً بالخطوات الأولى للانتقال بعد سقوط الأسد.
ذكّر رئيس الجمهورية أحمد الشرع بمطلبه بمحاكمة ومعاقبة مرتكبي المجازر. كرر ضيفه أنهم سيُعاقبون، مؤكداً أن «أمن السوريين هو أولويتنا».
وفيما يتعلق بالملف الحساس للجهاديين الأجانب الأحرار في شمال غرب سوريا – ومن بينهم حوالي مائة فرنسي – أكد أحمد الشرع أنه «ضمن لجميع الدول (المعنية) أن هؤلاء الأشخاص لن يشكلوا تهديداً» لهذه الدول. لم يستبعد منحهم الجنسية إذا سمح الدستور المستقبلي بذلك.
وفيما يتعلق بالأكراد، حلفاء فرنسا في الحرب ضد داعش، أكد إيمانويل ماكرون على التزام فرنسا: «لم نخذلهم أبداً»، قال. لم يؤكد إرسال قوات فرنسية إليهم لتحل محل الجنود الأمريكيين الذين يغادرون شمال شرق سوريا. يفضل رئيس الدولة في البداية محاولة إقناع الولايات المتحدة برفع عقوباتها ضد سوريا بدورها، ثم بعد ذلك تعزيز المشاركة الغربية مع المقاتلين الأكراد ضد داعش، الذي لا يزال يشكل تهديداً.
كما انتقد الغارات الإسرائيلية على سوريا، معتبراً أنها لن تضمن «أمن إسرائيل على المدى الطويل». صرح السيد ماكرون: «بالنسبة للقصف والاقتحامات، أعتقد أنها ممارسة سيئة. لا يؤمن المرء أمن بلده بانتهاك السلامة الإقليمية لجيرانه».
من جانبه، صرح أحمد الشرع بوجود اتصالات غير مباشرة مع إسرائيل لتهدئة الوضع.