
في كلمات قليلة
رفضت سلطات ستوكهولم خطاباً أمريكياً يدعوها للتوقف عن برامج دعم التنوع، واصفة الطلب بأنه «غريب جداً». نائب العمدة أكد أن المدينة لن تمتثل لهذا التوجيه، مشدداً على استقلالية ستوكهولم في تحديد أولوياتها السياسية.
رفضت سلطات مدينة ستوكهولم في السويد بشدة خطاباً تلقته من الإدارة الأمريكية يحثها على التوقف عن تنفيذ برامجها المخصصة لدعم التنوع والمساواة والشمول (DEI). واعتبر المسؤولون في العاصمة السويدية هذا الطلب تدخلاً غير مقبول في شؤونهم.
عبّر يان فالسكوغ، نائب عمدة ستوكهولم والمسؤول عن التخطيط العمراني، عن دهشته الشديدة لمحتوى الخطاب الذي وصل من واشنطن. وفي تصريحات صحفية، وصف فالسكوغ الرسالة بأنها «غريبة جداً». وأضاف بلهجة حاسمة: «أولوياتنا السياسية هي ما يهم، وليس أولويات هذه السفارة أو أي سفارة أخرى»، مؤكداً أن المسؤولين المحليين لا ينوون الامتثال لهذا التوجيه الأمريكي.
ليست هذه هي المرة الأولى التي ترد فيها تقارير عن توجيهات مماثلة من الإدارة الأمريكية. ففي مارس الماضي، أعلنت شركات أوروبية عن تلقيها إرشادات مشابهة. حينها، أوضحت الحكومة الأمريكية أن موقفها الرافض لمبادرات التنوع والمساواة والشمول ينطبق أيضاً على الشركات الأجنبية التي تسعى للقيام بأعمال تجارية مع الولايات المتحدة.
وفقاً للمعلومات، قد تتضمن الطلبات الأمريكية الموجهة للمنظمات الأوروبية مطالب بملء وتوقيع نموذج يؤكد عدم تشغيل أي برامج لتعزيز DEI. وفي حال رفض توقيع الوثيقة، يُطلب من المستلمين تقديم أسباب مفصلة، والتي يُقال إنها ستُحال إلى «الفرق القانونية».
أكد يان فالسكوغ أنه تسلم الخطاب يوم الثلاثاء، مشيراً إلى أنه «تفاجأ حقاً»، لأن التنوع والمساواة والشمول هي قيم أساسية بالنسبة لستوكهولم. وأضاف نائب العمدة: «هذا مهم جداً بالنسبة لنا».
ذكر فالسكوغ أنه لم يسمع من قبل عن خطاب مماثل موجه إلى بلدية أو حكومة أجنبية. وقال: «هذا فريد نوعاً ما... أفترض أن معظم الناس يتابعون الأخبار حول ما يحدث في الولايات المتحدة. ولكن فجأة، شعرت بأنني معنيّ أكثر بهذه الطلبات».
وأكد المسؤول السويدي موقف المدينة الثابت: «بالطبع، لن نوقع عليه، ولن نعيده، ولن نفعل شيئاً بخصوصه». وأشار إلى أن القرار بشأن الخطوات التالية يعود الآن إلى الجانب الأمريكي.
يوم الثلاثاء، تواصل يان فالسكوغ مع السفارة الأمريكية في ستوكهولم، التي تتمتع المدينة بعلاقات قوية معها تقليدياً، وحثهم على سحب الخطاب. كما حذر من أن مثل هذه الخطوة قد تؤثر سلباً على التعاون. وشرح قائلاً: «السفارة تحتاج في بعض الأحيان إلى مساعدتنا، لذا من مصلحتهم الحفاظ على اتصال جيد وتعاون مع مدينة ستوكهولم».