سباق قيادة حزب الجمهوريون في فرنسا: صراع فوكيه وريتايو وأنظار على انتخابات 2027

سباق قيادة حزب الجمهوريون في فرنسا: صراع فوكيه وريتايو وأنظار على انتخابات 2027

في كلمات قليلة

تدور انتخابات داخلية حاسمة لقيادة حزب «الجمهوريون» الفرنسي بين لوران فوكيه وبرونو ريتايو، وتعتبر مرحلة أساسية نحو الانتخابات الرئاسية عام 2027. المرشحان يتبنيان مواقف يمينية متقاربة لكن يخوضان «حرباً باردة» استراتيجية، مع التركيز على قضايا مثل الهجرة والأمن، ويسعى كل منهما لتوحيد الحزب بعد التصويت.


قبل أسبوع من الانتخابات الداخلية لرئاسة حزب «الجمهوريون» الفرنسي (LR)، المقرر إجراؤها يومي 17 و18 مايو 2025، يبذل المرشحان الرئيسيان، لوران فوكيه وبرونو ريتايو، جهودهما الأخيرة في حملة حاسمة لليمين الفرنسي، قبل عامين فقط من الانتخابات الرئاسية عام 2027.

لوران فوكيه، زعيم كتلة «الجمهوريون» في الجمعية الوطنية، يشن هجوماً قوياً خلال تجمعاته على الحكومة الحالية، متهماً إياها بالعجز عن مواجهة «القضاة اليساريين» و«جحيم البيروقراطية» و«اليسار المتطرف». يؤكد فوكيه على ضرورة اتخاذ إجراءات حاسمة ويعارض حكومة إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء فرانسوا بايرو. ورغم أنه لا يذكر منافسه برونو ريتايو، الذي يشغل منصب وزير الداخلية في الحكومة المدعومة من حزبه، فإن هجومه على الحكومة يستهدفه بوضوح.

في فبراير الماضي، جاء دخول برونو ريتايو إلى الحكومة كوزير للداخلية، بعد أن كان عضواً في مجلس الشيوخ، ليعرقل خطط فوكيه ويرفع شعبيته بشكل كبير. اتهم أنصار فوكيه ريتايو بـ«خيانة الاتفاق» بينهما، مما هدد بإشعال «حرب قادة» داخل الحزب. ومع ذلك، تطورت المواجهة إلى «حرب باردة» أو «ملاكمة خفية». يرى الخبراء أن المرشحين يتقاسمان الأفكار نفسها إلى حد كبير؛ فكلاهما يدين الهجرة غير الشرعية، ويدافع عن تشديد الإجراءات الأمنية، والصرامة في الميزانية، ويعارضان أي زيادة في الضرائب، وينتقدان بشدة «التساهل القضائي» و«الصحوة» و«الاعتماد على المساعدات». يقول المحلل السياسي المتخصص في شؤون «الجمهوريون»، إميليان هوار-فيال: «ليس لديهما اختلافات حقيقية. كلاهما لديه مواقف يمينية للغاية، ويجب القول إن نطاق المواقف قد ضاق بعض الشيء داخل الحزب».

لوران يبحث عن النزال، وبرونو يتهرب.

من خلال منصبه كـ«الشرطي الأول لفرنسا»، يعتمد برونو ريتايو على هذه الحملة لتعزيز صورته كمرشح رئاسي محتمل. يشرح فريقه أن «الرهان هو إيصال صوته في قضايا أخرى غير الشؤون الداخلية. الناس يعرفون برونو ريتايو رجل الدولة، لكن يجب تطوير صورته في الاقتصاد والشؤون الاجتماعية». من جهته، يعتقد منافسه أن لديه تفوقاً في هذا المجال. يمدح صديقه كريستيان جاكوب، الرئيس السابق للحزب، لوران فوكيه قائلاً: «لوران فوكيه لديه نطاق أوسع: إنه قادر على التحدث عن الأمن والتعليم والقوة الشرائية... إنه ليس مركزاً على موضوع واحد».

للانفصال عن منافسه والحكومة، يلعب لوران فوكيه بقوة على وتر «الاستقلال»، وهي كلمة مطبوعة بأحرف كبيرة على الأعلام الفرنسية التي توزع في لقاءاته. لدفع برونو ريتايو إلى الزاوية، تحدى فوكيه الحكومة في قضايا مثل تعيين ريشار فيران، المقرب من ماكرون، رئيساً للمجلس الدستوري، مستغلاً موقعه المعارض للحكومة. كما عارض بشدة إصلاحاً مقترحاً للنظام الانتخابي للانتخابات التشريعية، واصفاً إياه بـ«أسوأ سم لديمقراطيتنا»، وطالب ريتايو بـ«معارضة رغبة فرانسوا بايرو هذه» و«فرض على رئيس الوزراء» التخلي عن الفكرة. يتبع التكتيك نفسه بشأن زيادة الضرائب المحتملة: يهدد فوكيه بالانسحاب من الحكومة إذا تم رفع الضرائب في ميزانية 2026. يلاحظ أحد أنصار ريتايو: «لوران يبحث عن النزال، وبرونو يتهرب».

لوران فوكيه يحاول تركيز الحملة على نشاط برونو ريتايو كوزير، وهذا أمر مزعج للغاية. هناك جانب سياسي لا يليق بحجم الرهانات.

في هذه القضايا، تحد وظيفة برونو ريتايو الوزارية من هامش تحركه. اعتبر أن نظام التمثيل النسبي «سيضر بالبلاد، وبالنسبة لي، هذا غير مقبول»، لكنه وعد بالدفاع عن موقفه لدى رئيس الوزراء دون أن يهدد بالاستقالة، ودون مهاجمة منافسه. يكرر ريتايو على الدوام «لا تعليقات صغيرة» عندما يطلب منه الإعلام الرد على تصريحات فوكيه. خلف الكواليس، يعرب فريقه عن استيائه من موقف الجانب الآخر.

كان اقتراح لوران فوكيه المثير للجدل بترحيل الأجانب الخاضعين لأمر مغادرة الأراضي الفرنسية (OQTF) إلى جزيرة سان بيير وميكلون عبر المحيط الأطلسي، يهدف أيضاً إلى هز المرشح المفضل. أثار الاقتراح استياء وسخرية، واقتصر رد برونو ريتايو على وصفه بـ«المحير». يعتقد محيط الوزير أن «هذا النوع من التصريحات يضر بلوران فوكيه. من السهل وعد بأشياء لا يمكن تحقيقها، هذا ليس معقولاً».

لكن في معسكر فوكيه، يتم تجاهل الانتقادات. يدافع النائب جان بيير تيت، أحد أنصار فوكيه، قائلاً: «بعيداً عن الضجة الإعلامية المزعومة، يُظهر استطلاع للرأي أن 61% من السكان يؤيدون هذه الفكرة». ويؤكد فريق المرشح أن الأعضاء الذين سيصوتون في مايو «ينتظرون الحزم».

الحملات الداخلية تتضمن دائماً جزءاً من الراديكالية، فالمنتسب يكون دائماً أكثر تشدداً من المتعاطف البسيط.

تحولت حملة رئاسة الحزب إلى «مزايدة»، لأن «لوران فوكيه مضطر للتميز. ولما كان من الصعب الذهاب أبعد أيديولوجياً، فإن ذلك يتم عبر انتقادات لأداء الحكومة واقتراحات أكثر إثارة للانتباه»، يلخص المتخصص في شؤون اليمين إميليان هوار-فيال. «يستغل حقيقة أنه، لكونه ليس في الحكومة، يمكنه اقتراح ما يشاء، حتى لو كان ذلك قد ينقلب عليه». فليس كل الأعضاء مقتنعين بوعد ترحيل الأجانب إلى سان بيير وميكلون. تقول ألين (55 عاماً)، التي حضرت اجتماعاً لفوكيه في باريس: «لا يبدو لي ذلك ممكناً، أنا غير مقتنعة».

مثل آخرين، انضمت ألين إلى «الجمهوريون» مؤخراً. فقد ساهمت هذه المنافسة الداخلية في إنعاش خزينة الحزب: في ثلاثة أشهر، تجاوز عدد الأعضاء 120 ألفاً. هذه معركة تقليدية على البطاقات الانتساب داخل الحركة. من سيستفيد منها؟ شعبية ريتايو أعلى في الرأي العام بفضل ظهوره الوزاري، لكن جدول أعماله ترك له وقتاً أقل للحملة، بينما «لوران فوكيه غطى الميدان»، كما يتباهى أحد أنصاره، بواقع اجتماعين إلى ثلاثة في اليوم. للتعويض، نظم الوزير مؤتمراً صحفياً كبيراً في 10 أبريل للدفاع عن سجل عمله كوزير للداخلية خلال ستة أشهر. في كلا المعسكرين، يفضلون الحذر أو الدبلوماسية، ويتوقعون نتيجة متقاربة بعد التصويت.

لعدم إفساد المستقبل، يعد كل منهما بلم شمل القوات إذا فاز في 18 مايو. يرغب لوران فوكيه في تعيين برونو ريتايو نائباً للرئيس، ويضمن ريتايو إشراك فوكيه في القيادة. رغم توتر العلاقات بين الرجلين، سيتعين عليهما محاولة التوحد بعد هذه الحملة الغريبة.

لدينا "طريق مفتوح" لعام 2027.

«هذا هو قلق المناضلين»، تؤكد أنييس إيفرين، من أنصار برونو ريتايو. «يقولون لنا: "رجاءً، اجعلوا الأمر لا يتحول إلى صراع"». خلال جلسات الاتصال الهاتفي، تسمع السيناتور ورئيسة اتحاد الحزب في منطقة إيل دو فرانس مخاوف المناضلين الذين صدموا بالنزاعات الدامية، مثل تلك التي دارت بين جان فرانسوا كوبيه وفرانسوا فيون عام 2012، وبالخيانة، كما حدث عندما أعلن الرئيس السابق للحزب، إريك سيوتي، انضمامه المفاجئ إلى حزب التجمع الوطني عام 2024 عبر التلفزيون. تتنبأ إيفرين: «أسوأ عدو لنا هو انقساماتنا. إذا كانت المعركة أخوية، فإن البيت سيفرغ». وتؤكد أن «لدينا طريقاً مفتوحاً لعام 2027، أفكارنا هي الأغلبية واليسار لا يشكل سوى ثلث الناخبين».

إلى جانب رئاسة الحزب، ستحدد النتيجة بالدرجة الأولى استراتيجية الانتخابات الرئاسية، وربما المرشح. لوران فوكيه لا يخفي رغبته في الترشح عام 2027، لكن منافسه يفضل الحفاظ على التشويق. يؤكد مقربوه أن «لديه طموحاً شخصياً، لكننا لا نستعجل الخطوات. برونو ريتايو لا يقتحم الأبواب بركلة، لكنه لا يغلقها أبداً». يخطط الرجلان لإجراء تصويت بين الأعضاء لاختيار بطل اليمين في السباق المستقبلي نحو الإليزيه. سيكون الرئيس الجديد للحزب في وضع جيد للحصول على هذا التفويض.

يقول جوليان أوبير، نائب رئيس «الجمهوريون»: «إذا فاز برونو ريتايو، فسيكون في وضع جيد للانتخابات الرئاسية، وليس لتحقيق نتيجة مثل بيكريس. إذا فاز لوران فوكيه، فسيكون ذلك خبراً سيئاً لليمين في 2027». يخشى أحد أنصار وزير الداخلية أن «سيجعل الحزب اسطبله الرئاسي». من جهة أخرى، يؤكد معسكر فوكيه أن «لا أحد منهما يمتلك وزناً انتخابياً يسمح له بسحق المنافسة»، محولين الحديث إلى انتخابات تمهيدية داخلية «في أقل من عام». وقد يشارك فيها نفس المرشحين، ولكن بحملة بالتأكيد أكثر شراسة.

Read in other languages

نبذة عن المؤلف

أندريه - صحفي رياضي، يغطي الرياضات الأمريكية. تتيح تقاريره عن مباريات NBA وNFL وMLB للقراء الغوص في عالم الرياضة الأمريكية المثير.