
في كلمات قليلة
زار الكاتب الشهير جوناثان ليتل مدينة حمص السورية مجدداً بعد سقوط نظام بشار الأسد. يصف الكاتب الأجواء المفعمة بالحرية والأمل، ويلتقي بالناشطين الذين عاشوا ونجوا من ويلات الحرب الأهلية.
في مدينة حمص السورية، وبين أنقاض حي جوبر المدمر بشدة من قبل قوات النظام السابق لبشار الأسد، يسير بائع بالونات شاب، مشهداً يجسد الحياة الهشة وسط الدمار.
بعد مرور مائة يوم على سقوط نظام الأسد المكروه، أول ما يلفت انتباه الزائر إلى سوريا هو حالة الفرح الغامرة. سائق التاكسي القادم من بيروت يصف سوريا الحالية بكلمات بسيطة وقوية: «حرية؟ الحرية. للأبد!»
إلى جانب الفرح، هناك أيضاً لطف لافت. عند نقطة تفتيش، يلقي جندي ملتح نظرة سريعة من خلال النوافذ ثم يحيينا قائلاً: «أدعو لكم بالسلامة».
هذه الفرحة، التي تبدو شبه مذهولة، هي فرحة التخلص أخيراً من قيد ثقيل استمر لأكثر من خمسين عاماً. تتكثف هذه المشاعر في لحظات رائعة، مثل يوم 15 مارس، ذكرى بداية الثورة. في هذا اليوم، عاد الكاتب إلى حمص، المدينة التي قضى فيها عدة أسابيع في يناير 2012. كانت تلك فترة مفصلية، حيث بدأ الانتفاضة تتحول إلى صراع مسلح في مواجهة القمع الوحشي للنظام، وانزلقت البلاد إلى حرب أهلية.
في عام 2012، عمل الكاتب مع العديد من الناشطين، لم ينجُ منهم سوى قلة قليلة. لكن أحد هؤلاء الناشطين، ويدعى عمر، كان من بين الناجين، وقد التقى به الكاتب مجدداً في هذه الزيارة.
الكاتب جوناثان ليتل، الذي زار سوريا عام 2012 أثناء الحرب الأهلية الدامية، عاد ليلتقي مجدداً بمن كانوا يقاتلون السلطة المستبدة آنذاك، والذين يعتقدون اليوم أن طريق الوحدة والديمقراطية لا يزال ممكناً.