خبراء يحذرون: حظر الشاشات عن الأطفال دون السادسة فكرة غير فعالة

خبراء يحذرون: حظر الشاشات عن الأطفال دون السادسة فكرة غير فعالة

في كلمات قليلة

عارض الخبراء فكرة الحظر الكامل للشاشات عن الأطفال دون سن 6 سنوات. يرون أن الحظر غير فعال، وبدلاً من ذلك، يجب توفير دعم منهجي للآباء وتقديم طرق بديلة لتنمية الأطفال وقضاء وقت الفراغ.


يرى خبراء أن فكرة حظر الوصول الكامل للشاشات (الهواتف الذكية، الأجهزة اللوحية، التلفزيون) على الأطفال دون سن السادسة، والتي يتم تداولها في بعض الأوساط، قد تكون غير فعالة بل وتأتي بنتائج عكسية. يشبهون هذا الحظر بقانون منع الكحوليات في الولايات المتحدة في عشرينيات القرن الماضي، والذي فشل في القضاء على إدمان الكحول وتم إلغاؤه بعد 13 عامًا لعدم جدواه.

مؤخرًا، وجهت عدة جمعيات طبية نداءً للحكومة للحد من التعرض المبكر والمفرط للشاشات للأطفال، واصفةً إياه بأنه مشكلة رئيسية في عصرنا. أثار هذا النداء، الذي انتشر على نطاق واسع بين أولياء الأمور، ردود فعل متباينة. يعبر العديد من الآباء عن استيائهم وعدم تصديقهم لفكرة الحظر التام. يتساءل الآباء: "لماذا يُمنع طفلي من مشاهدة رسوم متحركة لمدة ساعة في عطلة نهاية الأسبوع، في حين أن جميع العائلات تفعل ذلك منذ 50 عامًا؟ لماذا لا أستطيع اكتشاف أغاني قصيرة معه على يوتيوب؟ كيف أشغل أطفالي عندما أُعد العشاء وأنا أربيهم بمفردي؟"، خاصةً الآباء الذين يواجهون صعوبات مالية أو اجتماعية.

يؤكد متخصصون يعملون مع آلاف الأسر أنهم يتفقون تمامًا مع ضرورة تقليل تعرض الأطفال الصغار للشاشات قدر الإمكان. إن قضاء وقت طويل أمام الشاشات يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية (مثل زيادة الوزن)، وتأخر في النمو اللغوي والإدراكي، ويقف عائقاً أمام التطور العاطفي والاجتماعي الكامل للأطفال. التفاعل النشط مع الكبار – كالحديث والقراءة المشتركة والألعاب – هو أكثر قيمة بآلاف المرات لنمو الطفل من مجرد المشاهدة السلبية للمحتوى المرئي. يتعلم الأطفال من خلال التبادل والحوار النشط، وليس بالمشاهدة السلبية.

لكن الخبراء يرون أن الحل لتقليل وقت الشاشة لا يكمن في المنع، بل في دعم الآباء ومساعدتهم. الخطاب التحريمي والتخويف بالنتائج السلبية غالبًا ما يولد مقاومة أو محاولات لإخفاء الواقع. من الأجدى بناء علاقة ثقة مع الآباء وتقديم بدائل ملموسة وسهلة التطبيق. كيف أشغل طفلي أثناء إعداد العشاء؟ ماذا أفعل عندما أحتاج للتنظيف؟ يحتاج الآباء، وخاصة الفئات الأكثر ضعفاً، إلى نصائح عملية ودعم حقيقي.

تظهر التجربة أن برامج الدعم والمتابعة للآباء، التي تقدم أفكارًا عملية للأنشطة مع الأطفال دون استخدام الشاشات، هي الأكثر فعالية. هذا النهج، المبني على اللطف والتعاطف، أثبت نجاحه ويساعد آلاف العائلات على تقليل الوقت الذي يقضيه أطفالهم أمام الشاشات بشكل كبير. يقتنع الخبراء أنه بدلاً من فرض حظر لا يتماشى مع واقع حياة ملايين الأسر، يجب على الدولة الاستثمار في برامج دعم شاملة ومتاحة لجميع الآباء منذ الأشهر الأولى لطفلهم، بما في ذلك تعزيز خدمات الرعاية الصحية الأولية والخدمات الاجتماعية.

Read in other languages

نبذة عن المؤلف

إيلينا - صحفية تحقيقات ذات خبرة، متخصصة في المواضيع السياسية والاجتماعية في فرنسا. تتميز تقاريرها بالتحليل العميق والتغطية الموضوعية لأهم الأحداث في الحياة الفرنسية.