فرنسا: البرلمان يبدأ نقاشاً حساساً حول قانون مثير للجدل يتعلق بنهاية الحياة والمساعدة على الموت

فرنسا: البرلمان يبدأ نقاشاً حساساً حول قانون مثير للجدل يتعلق بنهاية الحياة والمساعدة على الموت

في كلمات قليلة

شهدت الجمعية الوطنية الفرنسية بداية نقاشات حادة حول مشروع قانون يتعلق بنهاية الحياة، يهدف إلى تنظيم الرعاية التلطيفية وإدخال إمكانية "المساعدة على الموت" بشروط معينة. يواجه المشروع معارضة قوية ويثير مخاوف بشأن الجوانب الأخلاقية وتأثيره على الفئات الضعيفة، وسط مطالبات بإجراء استفتاء شعبي.


بدأت الجمعية الوطنية الفرنسية نقاشات مستفيضة حول مشروعي قانونين رئيسيين يتعلقان بنهاية الحياة: أحدهما يركز على الرعاية التلطيفية والآخر على المساعدة الطبية على الموت.

خلال المناقشة العامة، أعربت وزيرة الصحة عن أسفها إزاء التفاوت الحالي في الحصول على الرعاية التلطيفية، واصفة ذلك بـ "فشل للسلطة العامة" و "مأساة للعائلات". كما استعرضت جهود الحكومة لتحسين الوضع، مشيرة إلى خطة شاملة أُطلقت العام الماضي "بدأت تعطي نتائجها، لا سيما في المنازل".

أحد مشروعي القانونين، الذي يقدمه النائب أوليفييه فالورني ويتعلق بالمساعدة على الموت، ينص على إمكانية السماح بالانتحار بمساعدة طبيب أو القتل الرحيم بشروط معينة للمرضى الذين يعانون من أمراض خطيرة ومستعصية تسبب لهم معاناة لا تطاق. يواجه هذا النص معارضة شديدة من قبل معظم النواب اليمينيين واليمين المتطرف، وقد أثار انقساماً عميقاً. الموضوع حساس لدرجة أن الكتل السياسية لن تصدر أي تعليمات لأعضائها يوم التصويت، تاركة لهم حرية التصرف وفق ضميرهم.

أكدت وزيرة الصحة أنها ستدافع عن تعديلات تضمن "بند الضمير" للعاملين في مجال الرعاية الصحية، قائلة: "لن يُجبر أي مقدم رعاية صحية على تنفيذ الفعل المميت". كما طالبت بقصر الحق في المساعدة على الموت على الأشخاص المصابين بمرض في "مرحلة متقدمة"، وهو ما يُعرف بأنه "عملية لا رجعة فيها تتسم بتدهور حالة المريض الصحية الذي يضر بنوعية حياته".

في المقابل، يعتبر مشروع القانون الآخر المتعلق بالرعاية التلطيفية، الذي قدمته النائبة آني فيدال (التي تعارض صيغة مشروع المساعدة على الموت الحالية)، أكثر توافقاً. وقد تم اعتماد حزمة الإجراءات هذه، التي تهدف إلى تحسين الوصول إلى الرعاية التلطيفية وتدريب المهنيين، بالإجماع في اللجنة المختصة.

خلال الجلسة، تباينت آراء النواب بشدة. يرى المؤيدون للمساعدة على الموت أن هذا القانون يمثل "قانوناً جمهورياً كبيراً" و "قانون حرية"، مقارنين إياه بقانون الإجهاض، ومطالبين بتكريسه دستورياً. في المقابل، عبر المعارضون عن مخاوف جدية من أن يصبح النص "ثغرة" تؤدي إلى توسيع نطاق تطبيقه في المستقبل، ومن خطر "الاستغلال للضعفاء"، بمن فيهم كبار السن أو الأشخاص ذوي الإعاقات الذهنية أو الموجودين في السجون أو تحت الوصاية. كما أشاروا إلى أن المعايير المقترحة واسعة جداً والضوابط غير كافية، مؤكدين أنه "لم تذهب أي دولة إلى هذا الحد". ودعا بعض النواب إلى إجراء استفتاء شعبي حول القضية الحساسة.

Read in other languages

نبذة عن المؤلف

سيرجي - محلل اقتصادي، يحلل الأسواق المالية في فرنسا والاتجاهات الاقتصادية العالمية. تساعد مقالاته القراء على فهم العمليات الاقتصادية المعقدة.