
في كلمات قليلة
مثل رئيس وزراء فرنسا فرانسوا بايرو أمام لجنة برلمانية للرد على اتهامات في "قضية بيثارام". الجلسة كانت متوترة وتركزت على الدفاع عن نفسه ضد الاتهامات بدلاً من بحث سبل منع العنف.
مثل رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو أمام لجنة تحقيق برلمانية مكلفة بالنظر في العنف المدرسي. وتركزت جلسة الاستماع بشكل كبير على ما يعرف بـ "قضية بيثارام" والاتهامات الموجهة له.
استمرت الجلسة خمس ساعات ونصف، ووفقاً للتقارير، فقد استعد فرانسوا بايرو جيداً لها. على عكس ردوده السابقة في البرلمان التي وصفت بأنها غير واضحة ومتناقضة وأثارت الشكوك، هذه المرة أحضر بايرو كمية كبيرة من الملفات والوثائق والمقالات، مستخدماً إياها لدعم حججه وتوضيح الحقائق والتواريخ.
تبنى رئيس الوزراء تكتيكاً دفاعياً شرساً، حيث سعى لتفنيد شهادات معينة، والتشكيك في محاضر جلسات الاستماع السابقة، والأهم من ذلك، نفي أي تدخل له في الإجراءات القضائية المتعلقة بالقضية.
كانت المواجهة الأبرز خلال الجلسة بين بايرو وأحد المقررين المشاركين في اللجنة، النائب بول فانييه عن حزب "فرنسا الأبية". كان فانييه قد اتهم بايرو علناً في فبراير الماضي بأنه "حمى مرتكبي جرائم اعتداء على الأطفال لمدة ثلاثين عاماً". ومنذ ذلك الحين، يطالب حزب "فرنسا الأبية" باستقالة رئيس الوزراء. سرعان ما تحولت الجلسة إلى مواجهة مباشرة ومحتدمة بين الرجلين.
ندد فرانسوا بايرو مراراً وتكراراً بـ "أساليب فظة وغير شريفة" تهدف إلى "تشويه الحقيقة". في المقابل، كان بول فانييه دقيقاً وقاسياً في استجوابه، يعيد صياغة تعليقات رئيس الوزراء ويحللها لوضعه في تناقضات، ويعاود الهجوم بلا كلل. كان اهتمامه بالتفاصيل يصل أحياناً حد الهوس، مثل التساؤل عما إذا كان بايرو قد تحدث قبل 28 عاماً مع جاره وصديقه القاضي ميراند على طريق أو في منزله. كما تم التطرق إلى حادثة صفع بايرو لطفل حاول سرقته خلال حملة انتخابية عام 2002، في محاولة للربط بينها وبين "أساليبه التعليمية".
في المحصلة، تحولت جلسة الاستماع هذه إلى محاكمة لرئيس الوزراء أكثر منها تحقيقاً برلمانياً في موضوع العنف المدرسي. قد تكون الجلسة مفيدة لفرانسوا بايرو لأنه أتيحت له فرصة لشرح موقفه بالتفصيل، على الرغم من أن العديد من الأسئلة بقيت معلقة والمعارضة لن تتوقف عن الضغط.
من الناحية الديمقراطية، فإن مثول رئيس الوزراء أمام البرلمان وتقديمه الحساب هو ممارسة صحية تعزز الشفافية.
أما بالنسبة لمئات الضحايا في قضية بيثارام وقضايا أخرى مماثلة، فإن فائدة هذه الجلسة أقل وضوحاً. فقد تركزت الساعات الخمس والنصف بشكل شبه حصري على مستوى معرفة فرانسوا بايرو بالقضية، ولم يتم التطرق بشكل كافٍ إلى "طرائق رقابة الدولة والوقاية من العنف في المؤسسات التعليمية"، وهو العنوان الدقيق لعمل هذه اللجنة.