
في كلمات قليلة
طلبت النيابة العامة في غرونوبل بفرنسا إحالة 12 شخصاً إلى محكمة الجنايات للأحداث بتهمة تنظيم كمائن عنيفة عبر موقع Coco.gg، أسفرت إحداها عن وفاة رجل. المتهمون يواجهون أيضاً تهماً بتنظيم نظام احتيال كبير.
طلبت النيابة العامة في مدينة غرونوبل، بمقاطعة إيزير الفرنسية، إحالة 12 شخصاً إلى محكمة الجنايات للأحداث، على خلفية اتهامات بالابتزاز المشدد والاعتداءات العنيفة التي نُظمت عبر موقع التواصل Coco.gg. أسفرت هذه الكمائن عن وفاة رجل في الأربعينيات من عمره متأثراً بجراحه.
المتهمون، الذين كانت تتراوح أعمارهم بين 17 و21 عاماً وقت وقوع الأحداث، وينتمون لعائلات ميسورة في منطقة غرونوبل، هم 11 شاباً وفتاة واحدة. يُشتبه في قيامهم بالاعتداء على رجال كانوا يظنون أنهم يتجهون لمواعيد غرامية بالقرب من غرونوبل.
وقعت الأحداث في عام 2022، حيث أحصى المحققون ست ضحايا. أحدهم، رجل في الأربعينيات من عمره تحت وصاية قانونية، تعرض للضرب المبرح في 18 نوفمبر 2022 وتوفي بعد أيام في المستشفى متأثراً بإصاباته. جرت موجة أولى من الاعتقالات في أوائل أبريل 2023.
إجمالاً، تم توقيف 12 شخصاً في هذه القضية وتوجيه الاتهام لهم، من بينهم الفتاة التي تُتهم بالتواطؤ. كما طلبت النيابة إحالة أربعة منهم إلى المحكمة الجنائية وخامس إلى محكمة الأطفال، لاشتباههم أيضاً في تنظيم نظام احتيال واسع النطاق بشكل موازٍ.
وفقاً لقرار النيابة النهائية، أظهر التحقيق أن أسلوب عمل هؤلاء الشباب كان واحداً دائماً: كانوا ينشئون ملفات تعريف مزيفة لفتيات صغيرات على موقع Coco.gg (الذي تم إغلاقه قضائياً منذ ذلك الحين) بأسماء مثل "ماري" أو "جولييت"، ثم يحددون مواعيد للرجال في موقف سيارات معين في جيير، مكان منعزل عن الأنظار حيث كانت الضحايا تعتقد أنهن سيلتقين بالفتيات.
بمجرد وصول الضحية، كان المهاجمون ينقضون عليهم. تمكن المحققون من مشاهدة مقاطع فيديو تظهر المهاجمين وهم يضربون بقبضات معدنية وعقب مسدس وصاعق كهربائي. كانت الاعتداءات عنيفة للغاية، مع فرق مختلفة في كل مرة، "فرق تبادلية" حسب تعبير أحدهم.
كانوا يدّعون أنهم يستهدفون المتحرشين بالأطفال ليسرقوا هواتفهم ومحافظهم بعد ذلك. هذا العنف المفرط من أجل غنائم قليلة يثير التساؤل، بالنظر إلى طبيعة المشتبه بهم.
المشتبه بهم ينحدرون، بغالبيتهم العظمى، من عائلات مندمجة اجتماعياً، حيث يعمل آباؤهم كموظفين كبار في الخدمة المدنية، أطباء، مدرسين، أو رجال أعمال. جميع المتهمين لديهم سجلات دراسية ممتازة، حصلوا على البكالوريا أو يدرسون في كليات تجارة، ليس لديهم سوابق جنائية، وبعد توقيفهم، اعترفوا جميعاً بالوقائع وتعاونوا مع العدالة.
لكن الأطباء النفسيين الذين قابلوهم حذروا من خطورتهم. أشار الخبراء إلى عدم نضجهم مع ميل للعدوانية والعنف، خاصة لدى اثنين من المشتبه بهم. يُتهم هذان الشخصان بتوجيه الضربات القاتلة للرجل في الأربعينيات من عمره في نوفمبر 2022.
بعض هؤلاء المشتبه بهم متهمون أيضاً باستخدام مهاراتهم، التي وصفها خبير بأنها "متقدمة"، لوضع نظام احتيال حقيقي. يُشتبه في قيامهم بإرسال حوالي 500,000 رسالة نصية احتيالية بشكل مكثف، متظاهرين بأنهم بنوك على سبيل المثال، أو لابتزاز المال من ضحاياهم. وفقاً لتقديراتهم الخاصة، التي أكدها التحقيق، تمكنوا من سرقة ما يقرب من 60,000 يورو.