
في كلمات قليلة
تقترح فرنسا قانونًا جديدًا لمكافحة المكالمات التسويقية المزعجة، يتطلب موافقة المستهلكين المسبقة على تلقي المكالمات. يفرض القانون غرامات كبيرة تصل إلى 500 ألف يورو وعقوبات بالسجن في حالات الاستغلال.
أصبحت المكالمات الهاتفية المزعجة من الشركات التي تروج لمختلف المنتجات والخدمات مشكلة حقيقية تواجه الكثير من الأشخاص في جميع أنحاء العالم. وفي فرنسا، تفاقمت هذه المشكلة لدرجة أن متوسط عدد المكالمات غير المرغوبة التي يتلقاها كل مقيم في البلاد يصل إلى ست مكالمات أسبوعيًا.
وفي مواجهة هذا الاستياء المتزايد من قبل المستهلكين، تم اقتراح قانون جديد يهدف إلى تعزيز مكافحة هذه الظاهرة. يقترح القانون تغيير المبدأ المعمول به حاليًا: يجب على الشركات الآن الحصول على موافقة المستهلك المسبقة قبل الاتصال به بغرض التسويق التجاري. كان المبدأ السابق يعتمد على "إلغاء الاشتراك" (Opt-out)، حيث كان بإمكان المستهلكين طلب عدم الاتصال بهم، لكن المكالمات كانت تستمر رغم ذلك.
وفقًا لمقترحات واضعي المبادرة، الذين استلهموا النموذج الألماني في التنظيم، يمكن للشركات الحصول على الموافقة عن طريق مطالبة العملاء بوضع علامة في مربع مخصص على موقع إلكتروني أو تقديم رقم هاتفهم خصيصًا لغرض الاتصال التسويقي. المواطنون الذين يتلقون مكالمة دون موافقة مسبقة سيكون بإمكانهم الإبلاغ عن ذلك عبر موقع إلكتروني خاص أو رقم هاتف مخصص ستنشئه الدولة لهذا الغرض.
ينص مشروع القانون على عقوبات صارمة للمخالفين. الشركات التي تقوم بمكالمات تسويقية مزعجة دون موافقة يمكن تغريمها بمبلغ يصل إلى 500 ألف يورو. وفي حال ثبوت استغلال ضعف الشخص (مثل الضغط النفسي على كبار السن أو الأشخاص المعرضين للخطر)، قد تصل العقوبة إلى السجن لمدة خمس سنوات.
تهدف هذه الإجراءات إلى إحداث تغيير جذري في سوق التسويق عبر الهاتف في فرنسا وتوفير حماية أكثر فعالية لحقوق المستهلكين من المكالمات غير المرغوبة والعدوانية في بعض الأحيان.