
في كلمات قليلة
تناقش الباحثة كات بوهانون في كتابها «حواء» الدور المنسي للجسم الأنثوي في تطور البشرية. كما تنتقد الممارسة الطبية الحديثة التي غالباً ما لا تجري اختبارات كافية للأدوية على أجسام النساء.
في كتابها الجديد «حواء»، تدعو الباحثة الأمريكية كات بوهانون، الحاصلة على دكتوراه في تطور اللغة والإدراك من جامعة كولومبيا، إلى إعادة النظر في تاريخ البشرية من منظور يجعل الجسم الأنثوي في المحور. تجادل بوهانون بأن التطور البشري لطالما تم سرده من وجهة نظر ذكورية، بينما تم تجاهل الدور الحيوي الذي لعبه الجسم الأنثوي في هذه العملية.
ترى بوهانون أن الكتب المدرسية والأفلام الوثائقية وحتى أعمال الخيال العلمي تركز تقليدياً على إنجازات الذكور – مثل الصيد والاختراع والحرب. في المقابل، فإن خصائص الجسم الأنثوي، كالأرحام، وتغيرات الدماغ أثناء الحمل، أو حتى توزيع الدهون في الوركين، والتي لعبت دوراً حاسماً في بقاء وتطور النوع البشري، بقيت خارج دائرة الاهتمام.
يستعرض كتاب «حواء» 200 مليون سنة من التاريخ البيولوجي بهدف إعادة الاعتبار لأهمية الجسم الأنثوي في سردية التطور البشري. تشدد الكاتبة على أنه حتى في الطب الحديث، لا يزال هناك تحيز؛ حيث تُوصف العديد من الأدوية للنساء على الرغم من أن تجاربها السريرية أجريت في الغالب على الذكور. هذا يؤدي إلى أن استجابة الجسم الأنثوي للأدوية قد تكون غير متوقعة أو تختلف عن المتوقع.
عمل كات بوهانون يدعو إلى إعادة التفكير ليس فقط في المنظور التاريخي للتطور، بل أيضاً إلى تغيير المنهجيات في الأبحاث الطبية الحديثة لمراعاة خصوصية الجسم الأنثوي وضمان علاج أكثر أماناً وفعالية للنساء.