
في كلمات قليلة
يعبر كبار العلماء الفرنسيين عن قلقهم من سياسات إدارة ترامب التي يصفونها بأنها هجوم على العلوم في الولايات المتحدة. تثير هذه السياسات مخاوف بشأن تمويل الأبحاث، والوصول إلى قواعد البيانات، ومستقبل التعاون الدولي في مجالات مثل المناخ والفضاء.
أعرب علماء فرنسيون بارزون عن قلقهم العميق إزاء الإجراءات التي تتخذها إدارة دونالد ترامب، والتي يعتبرونها هجوماً على العلوم في الولايات المتحدة. وينتقدون بشكل خاص الهجوم على الأبحاث المتعلقة بتغير المناخ، بالإضافة إلى التهديدات التي تواجه الوصول إلى قواعد البيانات العلمية الحيوية والتعاون الدولي.
في اجتماع للخبراء عُقد في فرنسا، نوقشت تداعيات سياسات واشنطن على مختلف المجالات العلمية، بما في ذلك الصحة وأبحاث الفضاء والبيئة. أشارت دومينيك كوستاغليولا، مديرة الأبحاث في المعهد الوطني الفرنسي للصحة والبحث الطبي (Inserm)، إلى إغلاق عدد من المختبرات في المعاهد الوطنية للصحة بالولايات المتحدة وفصل العديد من المسؤولين، فضلاً عن تقليص الدعم المالي للجامعات لإجراء أبحاثها في هذا القطاع. وقالت إن "قطاعات كاملة تم التخلي عنها".
إلى جانبها، أكدت فاليري ماسون-ديلموت، مديرة الأبحاث في مفوضية الطاقة الذرية (CEA)، وجود "رفض حقيقي للعلم، وخفض متعمد للميزانيات، وعمليات تطهير". وسردت "كلمات ممنوعة" من قبل إدارة ترامب، مثل "علوم المناخ"، و"التلوث"، و"جودة الهواء". كان لهذه الإجراءات تداعيات فورية على دول أخرى، مثل تباطؤ إطلاق بالونات الغلاف الجوي الذي "يؤثر أيضاً على توقعات الطقس الأوروبية".
بشكل أعم، انتقدت خبيرة المناخ الهجوم على أي موضوع يتعلق بتغير المناخ، مع خطط لخفض الميزانية قد تؤدي إلى "القضاء شبه التام على جميع مختبرات البحث في الأرصاد الجوية، المناخ، المحيطات...". وفي النهاية، هذا "يعرض التعاون الدولي في مراقبة الأرض للخطر مع تداعيات على القدرة على التكيف"، ويثير قضايا "السيادة بشأن وصول (الدول الأخرى) إلى البيانات".
بالنسبة لألان شول، نائب المدير العام للعلوم في المركز الوطني للبحث العلمي (CNRS)، فإن "الأولوية المطلقة اليوم" هي تحديداً "قواعد البيانات". حذر المسؤول من أن بعضها لم يعد يُحدّث، أو يُحدّث جزئياً فقط، والأهم من ذلك، أن هناك قواعد بيانات "موجودة منذ 130 عاماً ونتساءل عما إذا كانت لن تختفي تماماً"، مؤكداً على ضرورة حمايتها.
أخيراً، يمكن أن يكون التعاون الفضائي أحد أكبر الخاسرين من المشاريع الأمريكية لخفض ميزانية ناسا، بحسب ما أشارت باسكال أولتريه-جيرارد، نائبة مدير الاستراتيجية ومديرة العلوم في المركز الوطني للدراسات الفضائية (CNES). قد تتأثر عدة برامج مهمة، مثل تلك التي تهدف إلى إعادة عينات من المريخ، وإطلاق محطة Lunar Gateway المدارية حول القمر، أو إرسال المسبار Dragonfly إلى تيتان، أحد أقمار زحل.
وأوضحت المسؤولة في CNES، الوكالة الفرنسية للفضاء، أن فرنسا لديها "300 مليون يورو في تعاون مباشر مع الولايات المتحدة في المشاريع المعرضة للخطر، و500 مليون يورو من خلال مساهمتنا في وكالة الفضاء الأوروبية (ESA)". مشيرة إلى أنه في حين تم وضع "خطط بديلة" لبعض البرامج، فإن برامج أخرى مثل ExoMars، الذي كان يهدف إلى إرسال مركبة أوروبية إلى الكوكب الأحمر، تفتقر لمثل هذه البدائل.