
في كلمات قليلة
في جزيرة أوليرون الفرنسية، حيث 62% من العقارات منازل ثانوية، تكافح السلطات نقص السكن بأسعار معقولة. تعرض الحكومة المحلية ما يصل إلى 10,000 يورو لأصحاب العقارات لتشجيعهم على تحويل الإيجارات من موسمية إلى سنوية، لمساعدة السكان المحليين في العثور على منازل.
في جزيرة أوليرون السياحية الشهيرة بفرنسا، تتخذ السلطات المحلية إجراءات لمواجهة أزمة سكن حادة. جزء كبير من الوحدات السكنية يُستخدم للإيجار الموسمي للعطلات، مما يجعل من شبه المستحيل على السكان المحليين والعمال العثور على سكن بأسعار معقولة للإيجار طويل الأمد.
هذه المشكلة منتشرة في العديد من المناطق الساحلية والسياحية، لكن الوضع في جزيرة أوليرون، الواقعة في مقاطعة شارانت ماريتيم، حرج بشكل خاص. وفقًا لتقديرات السلطات المحلية، يُعد 62% من إجمالي المساكن في الجزيرة في المتوسط "منازل ثانوية". من بين ما يقرب من 30 ألف وحدة سكنية، تُستخدم حوالي 4 آلاف وحدة حصريًا للإيجار السياحي قصير الأمد.
للتخفيف من الضغط على سوق العقارات، يدرس مجلس المجتمع المحلي لجزيرة أوليرون عددًا من الإجراءات. إحدى المبادرات الرئيسية هي برنامج "استأجر على مدار العام"، الذي يقدم مكافأة مالية لأصحاب العقارات الذين يوافقون على تحويل عقاراتهم من الإيجار الموسمي إلى الإيجار طويل الأمد. يتراوح مبلغ المكافأة بين 5000 و 10000 يورو.
الوضع صعب لدرجة أن العديد من السكان يضطرون للبحث عن حلول غير تقليدية. على سبيل المثال، اضطر زوجان يعملان بالحد الأدنى للأجور إلى تركيب منزل متنقل بمساحة 24 مترًا مربعًا في حديقة والدي الزوجة، لعدم تمكنهما من العثور على أي شيء مناسب ضمن ميزانيتهما البالغة 700 يورو شهريًا. ويشيران إلى أن المنازل متوفرة بكثرة في الجزيرة، لكن من بين 30 منزلاً في شارعهما، يتم تأجير 20 منها فقط بشكل موسمي أو خلال الصيف.
تتبع السلطات نهج "العصا والجزرة": فبالإضافة إلى الحافز المالي، يُدرس إدخال حصة على عدد العقارات المؤجرة موسمياً، بحيث لا يتجاوز عددها المستوى الحالي. يهدف برنامج دعم الإيجار طويل الأمد إلى إقناع الملاك باختيار المستأجرين الدائمين.
بالنسبة لبعض الملاك، مثل زوجين متقاعدين يؤجران شقة صغيرة لطالب خلال العام الدراسي ولكن يحصلان على دخل كبير (حوالي 3000 يورو خلال شهري الصيف) من الإيجار السياحي، فإن التحول إلى الإيجار السنوي يعني فقدان جزء من الأرباح. ومع ذلك، بعد سماعهم عن مشاكل السكن لدى الآخرين، يدرسون هذه الخطوة، مدفوعين جزئيًا بالضمير، بالإضافة إلى المكافأة المقترحة التي ستساعد في تعويض "الدخل المفقود". يعتبرون شقتهم استثمارًا لتقاعدهم، والمكافأة تجعل التحول أقل صعوبة.
ومع ذلك، ليس كل الملاك مستعدين للتخلي عن الإيجار اليومي المربح. يقول أحد السكان الذي يؤجر وحدة من ثلاث غرف متصلة بمنزله عبر Airbnb إنه سيبقى على الإيجار الموسمي في الوقت الحالي. رغم أن الليلة الواحدة يمكن أن تكلف 150 يورو في موسم الصيف، إلا أن الأمر لا يتعلق بالمال فقط. يريد أن يكون قادرًا على استخدام المنزل للأصدقاء والعائلة عند زيارتهم. بالإضافة إلى ذلك، يعتقد أن العقار يتآكل بشكل أقل عند الإيجار الموسمي مقارنة بالإيجار السنوي، ولا يوجد خطر مواجهة عدم دفع الإيجار لأشهر، كما يمكن أن يحدث في الإيجار طويل الأمد.
تأمل السلطات المحلية في جزيرة أوليرون، بفضل البرنامج الجديد، إقناع ما يصل إلى 150 مالكًا بتحويل عقاراتهم إلى الإيجار طويل الأمد. يُخطط لتخصيص مئات الآلاف من اليورو سنوياً لهذه الأغراض. يؤكد المسؤولون أن هذا حل أسرع وأكثر فعالية من حيث التكلفة من بناء مساكن اجتماعية جديدة.