فيضانات فار الفرنسية: هل التوسع العمراني الساحلي يفاقم الكارثة؟

فيضانات فار الفرنسية: هل التوسع العمراني الساحلي يفاقم الكارثة؟

في كلمات قليلة

أثارت الفيضانات الأخيرة في إقليم فار بفرنسا تساؤلات حول العوامل التي تسببت في هذه الكارثة. خبراء يشيرون إلى أن التحضر الكثيف على السواحل وتغير المناخ يزيدان من ضعف المنطقة أمام الظواهر الجوية القاسية.


الفيضانات الجديدة التي ضربت إقليم فار بجنوب فرنسا تثير تساؤلات حادة حول الأسباب التي أدت إلى هذه الكارثة. يقوم الخبراء بتحليل الوضع الخاص للإقليم والعوامل التي قد تكون ساهمت في تفاقم الأضرار.

إن مثل هذه الظواهر الجوية القاسية التي تشهدها المنطقة تعتبر نموذجية لحوض البحر الأبيض المتوسط. آلية حدوثها تبدأ بارتفاع درجة حرارة البحر، وتبخر جزء من مياهه، ليصطدم بعد ذلك بالمرتفعات الجبلية. يصعد هذا الهواء الساخن والرطب على طول السلسلة الجبلية، مكوناً سحباً مشبعة بالرطوبة. تتساقط هذه الرطوبة على شكل أمطار غزيرة تؤدي إلى ارتفاع منسوب الأنهار. تتدفق هذه الأنهار نحو المدن التي تكون قد تعرضت بالفعل للأمطار.

ومع ذلك، يشير العلماء إلى أنه رغم أن عدد هذه الظواهر قد لا يزداد بالضرورة، إلا أنها تصبح أكثر عنفاً وقوة مع تغير المناخ. عامل إضافي، وغالباً ما يكون حاسماً في تفاقم الوضع، هو التوسع العمراني المكثف.

كما يوضح عالم الهيدرولوجيا إيف ترامبلي، فإن العديد من مناطق البحر الأبيض المتوسط، بما في ذلك سواحل إقليم فار، تتميز بتحضر كبير مرتبط بالسياحة وعدد كبير من المساكن. هذا التركيز السكاني والعمراني على السواحل، وبالقرب من مجاري الأنهار التي يمكن أن تحمل سيولاً كبيرة، يؤدي إلى زيادة قصوى في مستوى الضعف أمام هذا النوع من الأحداث. على سبيل المثال، كانت منطقة لافاندو في الخمسينيات من القرن الماضي تتكون أساساً من أراضٍ زراعية. أما اليوم، فهي عبارة عن كتل بنايات متلاصقة. هذا النوع من التحضر الذي لا يأخذ في الاعتبار البيئة الطبيعية يزيد من المخاطر.

نبذة عن المؤلف

باول - محلل دولي، يحلل السياسة الخارجية لفرنسا والعلاقات الدولية. تساعد تعليقاته الخبراء في فهم موقف فرنسا على الساحة العالمية.