مفاوضات أمريكية إيرانية جديدة حول النووي في مسقط: خلاف حاد حول تخصيب اليورانيوم يلقي بظلاله

مفاوضات أمريكية إيرانية جديدة حول النووي في مسقط: خلاف حاد حول تخصيب اليورانيوم يلقي بظلاله

في كلمات قليلة

بدأت محادثات جديدة بين الولايات المتحدة وإيران في مسقط بشأن البرنامج النووي. القضية المحورية هي تخصيب اليورانيوم، حيث تختلف مواقف الجانبين بشكل كبير. المفاوضات تأتي في ظل تصاعد التوترات الإقليمية.


تجري الولايات المتحدة وإيران جولة خامسة من المحادثات حول الملف النووي الإيراني في مسقط، عاصمة سلطنة عُمان، اليوم الجمعة الموافق 23 مايو. تمثل هذه المفاوضات، التي تتم بوساطة عمانية، أعلى مستوى من التواصل بين طهران وواشنطن منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الدولي في عام 2018.

كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد قرر الانسحاب الأحادي من الاتفاق المعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA)، والذي أبرم في فيينا عام 2015. في أعقاب ذلك، أعادت واشنطن فرض عقوبات أمريكية مشددة على إيران في إطار سياسة «الضغط الأقصى». تسعى الولايات المتحدة الآن للتفاوض على اتفاق جديد مع طهران، التي تأمل في رفع العقوبات الخانقة لاقتصادها.

يشكل موضوع تخصيب اليورانيوم نقطة الخلاف الرئيسية في هذه المفاوضات. كان المبعوث الأمريكي الخاص لشؤون الشرق الأوسط، الذي يقود المحادثات عن جانب واشنطن، قد صرح الأحد الماضي بأن الولايات المتحدة «لا يمكنها السماح حتى بواحد بالمئة من قدرة إيران على التخصيب».

من جانبه، اعتبر وزير الخارجية الأمريكي أن إيران «لا يمكن أن تمتلك قدرة على التخصيب، لأن ذلك يجعلها في نهاية المطاف قوة نووية على وشك الامتلاك».

في المقابل، أكد كبير المفاوضين الإيرانيين، عباس عراقجي، الذي يقود الوفد الإيراني، أن «خلافات جوهرية» لا تزال قائمة مع الولايات المتحدة. وحذر قائلاً إنه إذا منعت الولايات المتحدة إيران من تخصيب اليورانيوم «فلن يكون هناك اتفاق».

تدافع طهران عن حقها في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية، وتعتبر أن هذا المطلب يتناقض مع أحكام معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT)، التي تعد إيران طرفاً فيها. ويؤكد محللون إيرانيون أن «سيادة إيران خط أحمر، وإيران لن تتنازل بأي حال من الأحوال عن حقها في تخصيب اليورانيوم».

تشتبه الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، بالإضافة إلى إسرائيل التي يعتبرها خبراء القوة النووية الوحيدة في المنطقة، في سعي إيران لامتلاك سلاح نووي. لكن طهران تنفي ذلك بشكل قاطع، مؤكدة على أن برنامجها النووي يخدم أغراضاً مدنية بحتة، مثل إنتاج الطاقة والاستخدامات الطبية، ويعمل فيه أكثر من 17 ألف شخص.

أشار المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية في وقت سابق إلى أن دولاً مثل هولندا، بلجيكا، كوريا الجنوبية، البرازيل، واليابان، تقوم بتخصيب اليورانيوم دون امتلاك أسلحة نووية.

تأتي مفاوضات مسقط في ظل تقارير إعلامية تشير إلى استعداد إسرائيل، التي تعتبر العدو اللدود لإيران، لشن ضربات على المنشآت النووية الإيرانية. وقد حذرت إيران من أنها ستحمّل الولايات المتحدة مسؤولية أي هجوم إسرائيلي على منشآتها النووية.

وفقاً للوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA)، تقوم إيران حالياً بتخصيب اليورانيوم بنسبة 60%، وهو ما يتجاوز بكثير حد 3.67% المسموح به بموجب اتفاق 2015، لكنه أقل من نسبة 90% اللازمة للاستخدام العسكري. كانت طهران قد قلصت التزامها ببعض بنود الاتفاق رداً على الانسحاب الأمريكي.

تسبق محادثات مسقط اجتماعاً لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا الشهر المقبل، حيث سيتم مراجعة الأنشطة النووية الإيرانية. يسمح اتفاق 2015، الذي ينتهي سريانه في أكتوبر 2025 (من حيث بعض الآليات)، بإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة إذا لم تلتزم إيران بتعهداتها. وقد حذرت فرنسا الشهر الماضي بأنها لن تتردد «ولا لثانية واحدة»، مع ألمانيا والمملكة المتحدة، في اللجوء إلى هذا الإجراء إذا هدد البرنامج النووي الإيراني الأمن الأوروبي. الدول الثلاث، بالإضافة إلى الصين وروسيا، هي أطراف في الاتفاق النووي المبرم عام 2015.

نبذة عن المؤلف

أندريه - صحفي رياضي، يغطي الرياضات الأمريكية. تتيح تقاريره عن مباريات NBA وNFL وMLB للقراء الغوص في عالم الرياضة الأمريكية المثير.