مهرجان كان السينمائي: من المرشح للسعفة الذهبية في نسخته الـ 78؟ توقعات الخبراء

مهرجان كان السينمائي: من المرشح للسعفة الذهبية في نسخته الـ 78؟ توقعات الخبراء

في كلمات قليلة

قبل ساعات من حفل الختام، يتناول خبراء السينما الأفلام المرشحة بقوة للفوز بجائزة السعفة الذهبية والجوائز الأخرى في مهرجان كان السينمائي الـ 78. تبرز أفلام لمخرجين مثل جعفر بناهي وكليبر ميندونسا فيلهو وهافسيا هرزي كمرشحين رئيسيين.


على السجادة الحمراء في مدينة كان الفرنسية، يتزايد الترقب مع اقتراب حفل ختام الدورة الثامنة والسبعين من مهرجان كان السينمائي الدولي وإعلان قائمة الجوائز. يشارك خبراء السينما تحليلاتهم وتوقعاتهم بشأن الأفلام التي تحظى بأكبر الفرص للفوز بالجوائز، وفي مقدمتها جائزة السعفة الذهبية المرموقة.

من بين أبرز المرشحين الذين يثيرون الجدل والتساؤلات، المخرج الإيراني جعفر بناهي وفيلمه "حادث بسيط". سيكون لفوز بناهي، المخرج المنشق الذي يلقى صدى قوياً في إيران، أهمية رمزية كبيرة. يجمع الفيلم بين حس الفكاهة اللاذع لدى المخرج وتفكير عميق في مفهوم الانتقام. يطرح بناهي سؤالاً جوهرياً: هل يجب على ضحايا الأنظمة الاستبدادية الرد على العنف بالعنف؟ سلاح بناهي الوحيد هو السينما، وهو يستخدمه بلا خوف أو تردد.

"أقل ما يقلقني هو كيف سترد السلطات في بلدي. السؤال الذي أطرحه على نفسي هو كيف سيرى الفيلم الأشخاص الذين استلهمت منهم، رفاقي في السجن، الإيرانيون. هل أنا على قدر هؤلاء الأشخاص؟"

فيلم آخر لاقى إجماعاً هو "العميل السري" للمخرج البرازيلي كليبر ميندونسا فيلهو. يعود بنا الفيلم إلى البرازيل في سبعينيات القرن الماضي، في ظل الديكتاتورية العسكرية، من خلال قصة باحث أرمل حياته معقدة، مطارد ومهدد بالقتل من قبل عدو قديم. يستكشف المخرج، القادم من ريسيفي، جذور الشر في تلك الحقبة، موجداً أصداءً في عالم اليوم.

ربما يكون الفيلم أقل حظاً في الفوز بجائزة كبرى مثل السعفة الذهبية، لكن فيلم "الصغيرة الأخيرة" للمخرجة الفرنسية هافسيا هرزي نال إعجاباً كبيراً. هذا هو فيلمها الروائي الطويل الثالث في سن مبكرة لا تتجاوز 38 عاماً، بالتوازي مع مسيرة ناجحة كممثلة. يتناول الفيلم قصة شابة مسلمة تواجه اكتشاف رغبتها تجاه الأشخاص من نفس الجنس. موضوع حساس عالجته المخرجة ببراعة فائقة وحس مرهف.

"المثلية والجنس والدين، أردت حقاً أن أتعامل مع هذا ببراعة. سرد الأشياء دون الحاجة للكثير من الكلمات، من خلال لقطة، من خلال صورة."

على الرغم من أن المنافسة حملت طابعاً سياسياً قوياً هذا العام، فقد برز فيلمان بفضل ابتكارهما الشكلي.

أولهما فيلم "صراط" للإسباني أوليفر لاكس الذي صور في الصحراء المغربية قصة نهاية العالم. يلعب سيرجي لوبيز دور أب يبحث عن ابنته في عالم حفلات "الريفرز". موسيقى إلكترونية قوية، مناظر طبيعية قاسية، ووجوه مذهلة لممثلين غير محترفين – شكل الفيلم صدمة جمالية حقيقية.

أما جائزة الجرأة الشكلية فربما تذهب للمخرج الصيني بي غان. فيلم "القيامة" ملحمة بصرية مدتها ساعتان و40 دقيقة، رحلة عبر قرن من السينما. صور تحبس الأنفاس ولقطات متتابعة لا تصدق. مع كل هذه الصفات، قد يخلق هذا الفيلم المفاجأة عند إعلان نتائج مهرجان كان.

المرشحون لجوائز التمثيل

على صعيد الممثلين، يعتبر البرازيلي فاغنر مورا مرشحاً قوياً عن دوره كأب مكافح في "العميل السري". قد يفاجئ السويدي ستيلان سكارسغارد عن دوره كأب سيء في "القيمة العاطفية". لكن الكثيرين يرون أن الممثل اللبناني السويدي فارس فارس هو الأوفر حظاً، عن دوره كممثل يذكر بالعصر الذهبي للسينما المصرية في فيلم "نسور الجمهورية" للمخرج طارق صالح.

أما الممثلات، فهناك عدة أسماء بارزة: جنيفر لورانس في "مت حبيبتي"، وليا دروكر في دور محققة في فيلم "القضية 137". وقد يحدث المفاجأة ممثلتان شابتان غير محترفتين: ناديا مليتي بطلة فيلم هافسيا هرزي "حادث بسيط"، ولوسيا غارسيا التي أدت دور الأنا البديل للمخرجة كارلا سيمون في فيلم "روميريا" الجميل.

أفلام خارج المنافسة

كان مهرجان كان فرصة أيضاً لعرض أفلام لافتة خارج المسابقة الرسمية. من بينها "حياة خاصة" لريبيكا زلوتوفسكي، كوميديا تجمع بين أنواع مختلفة مع جودي فوستر في دور طبيبة نفسية تمر بأزمة. وفي قسم "أسبوعا المخرجين"، عرض فيلم "نعم" للمخرج الإسرائيلي ناداف لابيد، وهو عمل جريء يتناول موضوع الحرب بحدّة وبراعة فنية.

وأخيراً، تجدر الإشارة إلى فيلم "كونيمارا" للمخرج أليكس لوتز، الذي ربما مرّ دون أن يلاحظه الكثيرون وسط ازدحام جدول فعاليات كان. هذا الفيلم هو اقتباس ناجح لرواية نيكولا ماتيو، وعُرض في قسم "كان العرض الأول"، ويقوم ببطولته ميلاني تييري وباستيان بويون.

نبذة عن المؤلف

يانا - صحفية متخصصة في قضايا التعليم والعلوم في فرنسا. تعتبر موادها عن الجامعات الفرنسية والإنجازات العلمية دائمًا ذات صلة ومفيدة.