
في كلمات قليلة
تواجه المملكة المتحدة ارتفاعًا حادًا في طلبات الاستئناف المتعلقة باللجوء، مما يشكل تحديًا للحكومة العمالية الجديدة بقيادة كير ستارمر لإدارة هذه الأزمة المالية والإجرائية.
طلبات اللجوء في المملكة المتحدة: ارتفاع الطعون وتأخيرات المعالجة
تشهد المملكة المتحدة تدفقًا هائلاً من الطعون المتعلقة بطلبات اللجوء. كشفت أرقام جديدة نشرتها وزارة العدل البريطانية يوم الأحد عن وجود 41,987 قضية استئناف معلقة بحلول نهاية عام 2024، وهو رقم تضاعف خمس مرات في غضون عامين فقط، بينما تسعى الحكومة العمالية إلى إعادة تنشيط عمليات معالجة الملفات منذ وصولها إلى السلطة.
انخفاض قبول طلبات اللجوء وزيادة الطعون
يعزى هذا الارتفاع الكبير إلى انخفاض كبير في معدل قبول طلبات اللجوء في الأراضي البريطانية. وفقًا لمقال في صحيفة "التايمز"، فإنه في حين بلغ هذا المعدل 75% في عام 2022، انخفض إلى 47% في عام 2024، مما أدى بحكم الواقع إلى ارتفاع حاد في عدد الطعون المقدمة إلى المحاكم. على سبيل المثال، يذكر مقال في "بي بي سي" أن أربعة من كل عشرة لاجئين أفغان [أكبر جالية مهاجرة في المملكة المتحدة، ملاحظة المحرر] قد تمت الموافقة على طلبات لجوئهم في النصف الثاني من عام 2024، في حين كان الإجراء شبه تلقائي قبل عام 2022.
قضايا طلبات اللجوء وقانون الجنسية والحدود
طلبات لجوء مدارة بشكل سيئ، هاوية مالية
في ظل الحكومة السابقة لرئيس الوزراء ريشي سوناك، رفع قانون الجنسية والحدود، الذي تم التصويت عليه في عام 2022، مستوى متطلبات الأدلة للحصول على وضع اللاجئ، مما أدى إلى إبطاء إجراءات الملفات وزيادة طلبات الاستئناف. بالإضافة إلى ذلك، أعلنت الحكومة المحافظة في عام 2023 عن وعد بمعالجة 90,000 طلب لجوء في عام واحد. وفي هذا السياق، اعتمدت تدابير مختلفة، مثل تقصير فترة تدريب الموظفين أو تحديد المقابلات مع عملائهم بساعتين، لأسباب تتعلق بالاقتصاد والكفاءة.
وفقًا لجمعية "مجلس اللاجئين" الخيرية، أدت هذه التدابير إلى زيادة الأخطاء والسهو، فضلاً عن نقص المحامين المختصين في قضايا الهجرة، مما يضيف تأخيرات مطولة إلى نتيجة طعون اللجوء. يتم تأجيل العديد من القضايا إذا لم يمثل الأفراد أنفسهم. في هذه الحالة، تكون الجلسة أطول بست مرات في المتوسط مما هي عليه مع التمثيل القانوني.
زيادة الملفات المعلقة للمعالجة
وبالتالي، شهد عدد الملفات المعلقة للمعالجة زيادة حادة في السنوات الأخيرة، ليصل إلى 12,000 في الربع الأخير من عام 2024. صرح إنفر سولومون، المدير العام لمجلس اللاجئين، لصحيفة "الغارديان" بأن "حل قضايا اللجوء بشكل صحيح سيساعد على تقليل التكاليف وعدد الأشخاص العالقين في حالة من عدم اليقين، المحاصرين في الفنادق وغير القادرين على العمل. يجب أن تكون هناك خطة واضحة لإنهاء استخدام الفنادق بحلول نهاية هذا العام".
تبعات هاوية مالية كبيرة
لذلك، عندما وصل كير ستارمر ووزراؤه إلى "داونينج ستريت" في يوليو 2024، ورثوا هذه القنبلة الموقوتة التي تمثل هاوية مالية كبيرة، حيث يقيم معظم طالبي اللجوء في هذه الفنادق. هذا هو الحال بالنسبة لحوالي 38,000 منهم في بداية عام 2025، بزيادة تزيد عن 25% منذ وصول حزب العمال إلى السلطة. وفقًا لتوقعات مجلس اللاجئين، التي وردت في مقال في صحيفة "الغارديان" يوم الاثنين، فإن استضافة بهذا الحجم ستكلف دافعي الضرائب البريطانيين 1.5 مليار جنيه إسترليني (ما يقرب من 1.8 مليار يورو) لعام 2025.
توفير الوسائل الكافية
إذن، التحدي الذي يواجه حكومة ستارمر هو توفير الوسائل الكافية. في نوفمبر 2024، كشف مقال آخر في صحيفة "التايمز" عن وعد الحكومة بتقديم حزمة بقيمة 20 مليون جنيه إسترليني لتدريب المحامين المتخصصين. وقال متحدث باسم الحكومة لـ "بي بي سي" إن ذلك سيمول "آلاف الأيام الإضافية من جلسات الاستماع في دائرة الهجرة واللجوء لتبسيط طلبات اللجوء وتحسين الإنتاجية". مع هدف واضح: تسريع معالجة الطعون.
كما كشفت صحيفة "التايمز"، يدرس العديد من وزراء حكومة حزب العمال، وعلى رأسهم وزيرة الداخلية إيفيت كوبر، مراجعة القانون بهدف تحديد مهلة أقصاها 24 أسبوعًا لمعالجة الطعون، لجعلها أولوية بالنسبة للمحاكم. حاليًا، يبلغ متوسط مدة معالجة الاستئناف حوالي 46 أسبوعًا.
سياسة مكافحة الهجرة غير الشرعية
في إطار سياستها لمكافحة الهجرة، ترغب الحكومة أيضًا في تطبيق خطة عمل فعالة ضد العمل غير القانوني، وهي شبكة تستغل العديد من العمال غير الشرعيين الذين بقوا في الأراضي البريطانية. خلال مؤتمر صحفي في نوفمبر 2024، صرح رئيس الوزراء بأنه، كما ورد في مقال "اقتصادنا يعتمد بشدة على الهجرة"، وأكد رغبته في إعطاء الأولوية للعمال من الجنسية البريطانية، كما ورد في مقال لـ يورونيوز.
تأخذ الهجرة غير الشرعية مكانة بارزة في النقاش السياسي الأنجلو ساكسوني، كما يكشف الاختراق في استطلاعات الرأي لحزب نايجل فراج "ريفرم يو كيه"، الذي يحتل فعليًا المرتبة الأولى أمام حزب العمال في استطلاع نشر في شهر فبراير، فضلاً عن الاشتباكات المجتمعية التي أثارت ردود فعل قوية في المجتمع البريطاني.