في كلمات قليلة
أظهرت دراسة حديثة أن الفرق في مستوى مادة الرياضيات بين الفتيات والفتيان يتكون بسرعة كبيرة في بداية المرحلة الابتدائية. يرى الباحثون أن السبب يعود إلى طريقة التدريس في المدرسة نفسها، وليس لاختلاف القدرات الفطرية.
وفقاً لدراسة جديدة، تظهر الفجوة في مستوى مادة الرياضيات بين الفتيات والفتيان في وقت أبكر بكثير مما كان يعتقد – فبمجرد مرور بضعة أشهر على بداية المرحلة الابتدائية، يتسع الفارق بشكل ملحوظ. تحليل معمق لنتائج التقييمات الوطنية في فرنسا، شمل أكثر من 2.5 مليون تلميذ، يشير إلى أن البيئة المدرسية نفسها قد تكون السبب الرئيسي وراء هذه الاختلافات.
قام الباحثون بتحليل نتائج اختبارات الرياضيات التي أجريت على تلاميذ المرحلة الابتدائية. النتائج كانت مفاجئة: فبعد أربعة أشهر فقط من بدء التعليم في الصف الأول، أصبح الفرق في الأداء بين الأولاد والبنات واضحاً. وبحلول نهاية السنة الأولى من المرحلة الابتدائية، كان عدد الأولاد ضمن أعلى 5% من الطلاب أداءً في الرياضيات أكثر من ضعف عدد البنات.
وعلقت إحدى مؤلفات الدراسة بالقول: "من الخطأ القول إن الفتيات ضعيفات في الرياضيات بطبعهن". وأضافت: "الفارق في المستوى يتكون في اللحظة التي يتعرض فيها الطفل لتعليم رسمي ومنظم لهذه المادة، وهذا يحدث بغض النظر عن عمره أو شهر ميلاده".
تشير النتائج المنشورة في مجلة Nature العلمية إلى أن الدراسة استندت إلى تحليل بيانات ضخمة تم جمعها منذ عام 2018 كجزء من برنامج التقييم الوطني للأداء المدرسي في فرنسا. ساعدت نتائج الاختبارات التي أجريت عند بداية الصف الأول، وفي منتصف العام، وفي بداية الصف الثاني على تتبع تطور الفجوة الجندرية. ويخلص الباحثون إلى أن عملية التدريس والبيئة المدرسية تلعبان دوراً حاسماً في ظهور واتساع هذا الفارق، مما يثير تساؤلات حول فكرة الاختلافات الفطرية في القدرات.
