أزمة في البحر الأحمر: ألمانيا تتهم سفينة صينية باستهداف طائرة عسكرية بالليزر وبكين تنفي بشدة

أزمة في البحر الأحمر: ألمانيا تتهم سفينة صينية باستهداف طائرة عسكرية بالليزر وبكين تنفي بشدة

في كلمات قليلة

اتهمت ألمانيا سفينة حربية صينية باستهداف طائرة استطلاع ألمانية بالليزر فوق البحر الأحمر، في حادثة وصفتها بالخطيرة. من جانبها، نفت الصين هذه الادعاءات جملة وتفصيلاً، مؤكدة أنها "لا تتوافق مع الحقائق"، مما يزيد من التوتر الدبلوماسي بين البلدين.


نفت الصين بشدة يوم الأربعاء، 9 يوليو، الاتهامات الألمانية بأن سفينة حربية تابعة لها استهدفت طائرة عسكرية ألمانية بالليزر في البحر الأحمر. وفي بيان رسمي، وصفت بكين هذه المزاعم بأنها "تتعارض تمامًا مع الحقائق".

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، في مؤتمر صحفي: "على الجانبين تبني موقف عملي، وتعزيز التواصل في الوقت المناسب، وتجنب سوء الفهم والحسابات الخاطئة".

يأتي هذا النفي الصيني بعد أن أكدت ألمانيا يوم الثلاثاء أن طائرة تابعة لسلاح الجو الألماني تعرضت للاستهداف بالليزر من قبل سفينة صينية في 2 يوليو. كانت الطائرة تشارك في مهمة أوروبية تهدف إلى حماية الملاحة البحرية من هجمات المتمردين الحوثيين في اليمن.

ووفقًا لمصادر حكومية ألمانية، انطلقت طائرة الاستطلاع من القاعدة العسكرية الألمانية في جيبوتي. وأثناء قيامها بمهمة روتينية لتقييم الوضع في المنطقة، اقتربت من سفينة صينية. وتفيد المصادر الألمانية بأن السفينة الصينية وجهت شعاع ليزر نحو الطائرة، "على الأرجح بهدف إعماء الطيارين أو ترهيبهم".

وأكد متحدث باسم وزارة الدفاع الألمانية أن الطائرة الألمانية تم استهدافها "بدون سبب أو اتصال مسبق"، مضيفًا أن السفينة الصينية "خاطرت بتعريض الأفراد والمعدات للخطر" بهذا التصرف، دون تحديد طبيعة الليزر المستخدم.

على إثر الحادث المزعوم، استدعت وزارة الخارجية الألمانية السفير الصيني في برلين. وخلال اللقاء، أعربت ألمانيا عن "توقعها عدم تكرار مثل هذه الحوادث"، حسبما أفادت كاثرين ديشاور، المتحدثة باسم الوزارة.

من جانبها، شددت المتحدثة الصينية ماو نينغ على أن السفن الصينية كانت تقوم بمهام حراسة في خليج عدن والمياه الصومالية، "مما يساهم في أمن الممرات البحرية الدولية".

يأتي هذا التصعيد في وقت حساس، حيث التقى وزيرا خارجية البلدين في برلين مؤخرًا في محاولة لتحسين العلاقات. وقد ي قوّض هذا الحادث جهود التقارب الأخيرة. وعلق وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول على الحادث قائلًا: "أنا مستاء للغاية من هذا الحادث. سنرفض بوضوح أي سلوك غير نظامي من جانب الصين".

يُذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تتهم فيها الصين باستخدام الليزر بطريقة عدائية. ففي فبراير 2023، اتُهمت سفينة تابعة للبحرية الصينية باستخدام "ليزر من الدرجة العسكرية" ضد سفينة تابعة لخفر السواحل الفلبيني في بحر الصين الجنوبي. وفي عام 2022، اتهمت أستراليا الجيش الصيني بتوجيه ليزر عسكري نحو إحدى طائراتها شمال أستراليا.

نبذة عن المؤلف

إيلينا - صحفية تحقيقات ذات خبرة، متخصصة في المواضيع السياسية والاجتماعية في فرنسا. تتميز تقاريرها بالتحليل العميق والتغطية الموضوعية لأهم الأحداث في الحياة الفرنسية.