
في كلمات قليلة
في بداية صيف 2025، تواجه أوروبا سلسلة من الظواهر الجوية القاسية وغير المسبوقة. تعاني القارة من موجات حر قياسية أدت إلى اندلاع حرائق غابات مميتة، بالإضافة إلى عواصف عنيفة تسببت في دمار واسع النطاق وانقطاع للتيار الكهربائي.
ضربت سلسلة من الظواهر الجوية المتطرفة القارة الأوروبية من شرقها إلى غربها مع بداية صيف عام 2025، الذي يُسجل بالفعل كأكثر شهور يونيو حرارة في تاريخ أوروبا الغربية. شهدت القارة موجتي حر استثنائيتين، حيث تجاوزت درجات الحرارة 40 درجة مئوية في عدة دول، ووصلت إلى 46.6 درجة مئوية في بعض المناطق.
تتزايد وتيرة هذه الظواهر مع تسارع وتيرة الاحتباس الحراري في أوروبا بمعدل ضعف المتوسط العالمي، مما يؤدي إلى عواقب وخيمة تشمل حرائق مدمرة، وفيات مرتبطة بالحرارة، شلل في حركة النقل، وعواصف عنيفة.
فرنسا وإسبانيا: حرائق تخرج عن السيطرة
في فرنسا، تسببت موجات الحر في اندلاع حرائق عنيفة. اقترب حريق هائل من مدينة مرسيليا، مما أدى إلى حجز 15 ألف ساكن وتضرر 70 منزلاً. كما أدى حريق آخر في مقاطعة أود إلى احتراق أكثر من 2000 هكتار. وفي إسبانيا، التي سجلت أعلى متوسط حرارة لشهر يونيو في تاريخها، دمر حريق في طركونة 3300 هكتار من الغابات، بما في ذلك جزء من محمية طبيعية.
البرتغال واليونان: وفيات وإجراءات استثنائية
في البرتغال، أدت موجة الحر إلى وفاة 284 شخصًا، معظمهم من كبار السن، بينما سجلت مدينة مورا درجة حرارة بلغت 46.6 درجة مئوية، وهو رقم قياسي وطني لشهر يونيو. أما في اليونان، فقد أجبرت الحرارة الشديدة السلطات على إغلاق الأكروبوليس في أثينا خلال ساعات الذروة وحظر العمل في الهواء الطلق في عدة مناطق لحماية السكان.
منطقة البلقان: حرائق واحتياطات طارئة
تواجه منطقة البلقان وضعاً حرجاً. ففي ألبانيا، يهدد حريق مستمر حديقة لوغارا الوطنية. وفي صربيا، تم تسجيل أكثر من 600 حريق غابات في يوم واحد، مما دفع ثلاث بلديات إلى إعلان حالة الطوارئ. أما في كرواتيا، فبعد موجة الحر والحرائق، ضربت عاصفة برد عنيفة منطقة سبليت، مما تسبب في أضرار جسيمة للمباني والبنية التحتية.
أوروبا الشرقية: عواصف وفيضانات
لم تسلم أوروبا الشرقية من الظواهر المتطرفة. ففي المجر، تسببت عاصفة عنيفة في انقطاع التيار الكهربائي عن 366 ألف منزل، وهو الأسوأ منذ 30 عامًا. وشهدت سلوفاكيا رياحًا مدمرة في شرق البلاد. وفي بولندا، وُضعت العاصمة وارسو في حالة تأهب قصوى تحسبًا لهطول أمطار غزيرة قد تعادل كمية الأمطار التي تهطل خلال فصل الصيف بأكمله، مع تعبئة الجيش للمساعدة في حالات الطوارئ.