
في كلمات قليلة
في مقابلة لافتة، حذر رئيس الوزراء الأسترالي السابق مالكولم تورنبول من أن النهج الذي يتبعه دونالد ترامب في السياسة الخارجية يجبر حلفاء الولايات المتحدة على البحث عن بدائل. ووصف تورنبول ترامب بـ«المتنمر» الذي لا يحترم إلا القوة، داعياً الدول إلى بناء «استقلالية استراتيجية» لضمان أمنها ومصالحها في عالم متغير.
دعا رئيس الوزراء الأسترالي السابق، مالكولم تورنبول، حلفاء الولايات المتحدة إلى «إنقاذ أنفسهم»، مشيراً إلى أن القيادة الأمريكية، التي كانت تقوم في السابق على شعور بالمصير المشترك والمثالية، أصبحت الآن تعطي الأولوية بشكل علني للمصلحة الذاتية. وأكد أن عقيدة دونالد ترامب «أمريكا أولاً» ليست مجرد شعار، بل هي استراتيجية عملية تُنفذ بإصرار، حتى على حساب أقرب شركاء أمريكا.
وقال تورنبول: «مثل معظم المتنمرين، لا يحترم ترامب إلا أولئك الذين يثبتون في وجهه ويواجهونه». واستشهد بتجربته عندما سعى لإنقاذ الشراكة عبر المحيط الهادئ (TPP) بعد انسحاب ترامب منها. فعلى الرغم من المخاوف، قاد تورنبول ورئيس الوزراء الياباني آنذاك شينزو آبي الجهود للحفاظ على الاتفاقية ونجحا في ذلك بمشاركة 11 دولة، مما أثبت إمكانية العمل الجماعي بدون الولايات المتحدة.
«علينا أن نتوقف عن رؤية العالم كعجلة يكون محورها واشنطن — أو بكين»، كما يقول تورنبول.
ويرى تورنبول أن ترامب يعتبر الوصول إلى السوق الأمريكية ليس ميزة متبادلة، بل تنازلاً يتحكم فيه وحده، مستخدماً الرسوم الجمركية «كأدوات وحشية» لفرض الامتثال. فهو يطالب الدول الأجنبية بدفع رسوم للوصول إلى السوق الأمريكية، بينما يطالب بوصول معفى من الرسوم للمصدرين الأمريكيين إلى أسواق تلك الدول.
كحل بديل، يقترح تورنبول أن تبني الدول الملتزمة بالأسواق المفتوحة والاحترام المتبادل تحالفات وتعمل بقدر أكبر من الاستقلالية الاستراتيجية. وأشار إلى وجود نماذج ناجحة بالفعل، مثل اتفاقية التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي وأستراليا، وتعزيز كندا والاتحاد الأوروبي لعلاقاتهما الدفاعية بمعزل عن واشنطن.
وفيما يتعلق بأمن أوروبا، طرح تورنبول سؤالاً استعارياً لرئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك: «لماذا يحتاج 500 مليون أوروبي إلى 330 مليون أمريكي لحمايتهم من 140 مليون روسي؟». ويعتقد أن أوروبا تمتلك القدرة على الدفاع عن نفسها إذا توفرت الإرادة السياسية لذلك.
كما حذر تورنبول من تداعيات تآكل الثقة في الولايات المتحدة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. فإذا فقدت دول مثل اليابان وكوريا الجنوبية الثقة في «المظلة النووية» الأمريكية، فقد تسعى إلى تطوير قدراتها النووية الخاصة. بالإضافة إلى ذلك، فإن عدم موثوقية واشنطن قد تدفع بعض الحلفاء إلى أحضان الصين، التي تفوقت قوتها الصناعية، خاصة في بناء السفن، على الولايات المتحدة بأكثر من 200 ضعف.
وختم تورنبول بالإعراب عن قلقه بشأن مصير التحالف العسكري «أوكوس» (AUKUS)، مشيراً إلى أن أستراليا قد تجد نفسها بدون غواصات لسنوات عديدة بسبب مشاكل في الإنتاج لدى الولايات المتحدة وبريطانيا، مؤكداً مقولة وزير الخارجية الفرنسي السابق لودريان بأن أستراليا «ضحت بسيادتها من أجل أمنها، ومن المرجح أن تخسرهما كليهما».