بلاك روك: تكلفة "مصانع الذكاء الاصطناعي" أغلى 50 مرة والسباق يغير قواعد اللعبة

بلاك روك: تكلفة "مصانع الذكاء الاصطناعي" أغلى 50 مرة والسباق يغير قواعد اللعبة

في كلمات قليلة

يكشف توني كيم من شركة بلاك روك أن تكلفة البنية التحتية للذكاء الاصطناعي ارتفعت بشكل هائل، حيث تصل تكلفة "مصانع الذكاء الاصطناعي" إلى 50 ضعف تكلفة مراكز البيانات القديمة. هذا التحول يخلق سباقاً استثمارياً عالمياً ويعيد تشكيل السوق، مما يهدد اللاعبين الحاليين ويفتح فرصاً جديدة، خاصة في مجال الطاقة اللازمة لتشغيل هذه التقنيات.


حذّر توني كيم، رئيس فريق الأسهم الأساسية في شركة بلاك روك، أكبر مدير أصول في العالم، من أن العصر الحالي للذكاء الاصطناعي يجلب معه موجة من "التدمير الخلاق" تفوق أي حقبة سابقة. وفي حين أن هذا التحول قد يعزز مكانة بعض عمالقة التكنولوجيا، فإنه يهدد بزعزعة استقرار آخرين.

ويرى كيم أن الحماس الحالي في الأسواق تجاه الذكاء الاصطناعي له ما يبرره، على الرغم من التوترات الجيوسياسية والتحديات الاقتصادية العالمية. ويؤكد قائلاً: "منذ انطلاق الذكاء الاصطناعي الحقيقي في عام 2022، شهدنا حروباً وتضخماً ورفع أسعار الفائدة. الثابت الوحيد كان زخم الذكاء الاصطناعي الذي لم يتباطأ. لذلك، لا أعتقد أننا في فقاعة، فالتقييمات مبررة والاتجاه سيستمر".

لفهم المشهد الاستثماري، يقسم كيم النظام البيئي للذكاء الاصطناعي إلى ثلاث طبقات رئيسية:

1. البنية التحتية المادية: يمكن تشبيهها بمصانع الثورة الصناعية، ولكنها مخصصة للحوسبة. تتطلب هذه "المصانع" أراضٍ وطاقة هائلة ومباني مليئة بالرقائق الإلكترونية، وتُعرف بمراكز البيانات السحابية. حجم الإنفاق في هذه الطبقة غير مسبوق، حيث من المتوقع أن يصل إلى 500 مليار دولار في عام 2025 وحده. ولا يمكن تحمل هذه الاستثمارات الضخمة إلا من قبل كبرى الشركات. ويشير كيم إلى أن تكلفة "مصانع الذكاء الاصطناعي" الحديثة أغلى بـ 50 مرة من مراكز البيانات التقليدية، حيث قد تصل تكلفة منشأة واحدة بقدرة 1 جيجاوات إلى 50 مليار دولار.

2. طبقة الذكاء: هنا يتم تطوير النماذج اللغوية الكبيرة والبيانات. شركات مثل OpenAI وGoogle تستخدم موارد حاسوبية هائلة لتدريب وتشغيل هذه النماذج. يتطلب هذا المجال أيضاً رؤوس أموال ضخمة، ولا يوجد سوى أقل من 10 شركات رائدة عالمياً في هذا المجال.

3. طبقة التطبيقات: تشهد هذه الطبقة "انفجاراً" في الخدمات القائمة على الذكاء الاصطناعي في مجالات مثل الصحة والتمويل والقانون. الآلاف من الشركات تبني أدوات باستخدام النماذج الأساسية. الحواجز أمام الدخول هنا أقل، مما يعني منافسة أشرس واحتياجات رأسمالية أقل بكثير.

ويضيف كيم أن قدرة الذكاء الاصطناعي على كتابة الأكواد البرمجية هي إحدى "التطبيقات القاتلة"، والتي قد تسمح بظهور شركات "يونيكورن" يديرها شخص واحد. ويتوقع أن يتفوق الذكاء الاصطناعي على البشر في البرمجة في غضون عام أو عامين.

وحول الفرص المتاحة للمناطق المختلفة، أوضح كيم أن أوروبا، وخاصة فرنسا بطاقتها النووية الوفيرة، يمكن أن تكتسب ميزة تنافسية في توفير الطاقة النظيفة، وهي عنصر حاسم في تكلفة تشغيل مراكز البيانات المتعطشة للطاقة. وهذا هو السبب أيضاً وراء دخول دول الخليج بقوة إلى هذا المجال، مستفيدة من طاقة رخيصة، حتى لو كانت من مصادر تقليدية كالنفط والغاز.

ويختتم كيم بالإشارة إلى أن الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل خريطة الاستثمار. ففي حين سيطرت شركات "السبعة الرائعون" على السوق في العقد الماضي، قد يظهر نجوم جدد من رحم ثورة الذكاء الاصطناعي، مما يؤدي إلى الإطاحة باللاعبين القدامى. "الذكاء الاصطناعي يجلب تدميراً خلاقاً أكثر من أي حقبة مضت"، كما يؤكد.

نبذة عن المؤلف

سيرجي - محلل اقتصادي، يحلل الأسواق المالية في فرنسا والاتجاهات الاقتصادية العالمية. تساعد مقالاته القراء على فهم العمليات الاقتصادية المعقدة.