خبير: الخطر التركي على إسرائيل يفوق التهديد الإيراني... وضرب دمشق رسالة مباشرة لأنقرة

خبير: الخطر التركي على إسرائيل يفوق التهديد الإيراني... وضرب دمشق رسالة مباشرة لأنقرة

في كلمات قليلة

يكشف تحليل للخبير عادل بكوان عن تحول استراتيجي إسرائيلي كبير. فبعد إضعاف إيران، باتت إسرائيل تعتبر تركيا التهديد الرئيسي لها، مما يفسر الضربات الأخيرة في سوريا. هذه المواجهة الجديدة تغير موازين القوى وتحمل مخاطر زعزعة استقرار المنطقة.


لم تكن الانفجارات التي هزت دمشق مؤخراً مجرد عملية عسكرية أخرى، بل كانت إعلاناً عن تحول جذري في المشهد الجيوسياسي في الشرق الأوسط. وفقاً لتحليل عادل بكوان، الباحث في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية ومدير المعهد الأوروبي لدراسات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فإن التهديد التركي بالنسبة لإسرائيل أصبح الآن أكبر من الخطر الذي كانت تمثله إيران. هذه العقيدة الجديدة هي التي توجه تحركات تل أبيب في المنطقة، وخصوصاً في سوريا.

يرى بكوان أن "إسرائيل لم تعد تحتمل وجود دول مستقرة وقوية على حدودها".

ويشير المحلل إلى ثلاثة أسباب رئيسية للضربات الإسرائيلية الأخيرة في سوريا. أولاً، حماية الطائفة الدرزية، التي تدمجها إسرائيل في استراتيجيتها الأمنية الإقليمية. ثانياً، الطموحات الإقليمية المستمرة في مرتفعات الجولان. أما السبب الثالث والأهم، فهو المخاوف من النظام السوري الجديد بقيادة أحمد الشرع، الذي تقف خلفه تركيا.

بعد أحداث 7 أكتوبر 2023، غيرت إسرائيل نموذجها الاستراتيجي. فبعد أن كانت تركز على أمنها الداخلي فقط، أصبحت الآن تسعى لتشكيل محيطها الإقليمي بشكل استباقي، وتعمل على تفكيك ما كان يُعرف بـ"محور المقاومة" الذي يمتد من إيران إلى العراق وسوريا ولبنان. وبعد النجاح في إضعاف إيران وحلفائها، وجدت إسرائيل نفسها في مواجهة تحدٍ جديد.

لماذا أصبحت تركيا هي التهديد الأكبر؟

  • عضوية الناتو: أي مواجهة عسكرية مع تركيا ستكون لها تداعيات دولية مختلفة تماماً عن مواجهة إيران.
  • قوة سُنّية: على عكس إيران الشيعية، تمتلك تركيا تواصلاً جغرافياً وأيديولوجياً مباشراً مع الغالبية السنية في العالم الإسلامي، بما في ذلك سوريا.
  • طموحات أردوغان: لا يخفي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان توجهاته الإسلامية ورؤيته لفلسطين التاريخية كإرث عثماني محتل.

بناءً على ذلك، فإن الضربات في سوريا هي رسالة مباشرة إلى أنقرة. تقول إسرائيل من خلالها إنه على الرغم من الضوء الأخضر الأمريكي للنظام السوري الجديد، فإنها هي من ستمتلك الكلمة الأخيرة فيما يتعلق بأمن المنطقة.

ويحذر بكوان من أن هذه الاستراتيجية، التي تهدف إلى إبقاء الجيران في حالة ضعف، محفوفة بالمخاطر على المدى الطويل. فقد تؤدي إلى ظهور جماعات إرهابية جديدة، كما حدث مع حركة حماس التي خرجت من رحم الفوضى الفلسطينية. المنطقة التي دخلت مرحلة "تفكك الدول" قد تتجه نحو "تفكك الأقاليم" وظهور كيانات جديدة على أساس عرقي أو طائفي، وهو ما قد يشكل صدعاً رابعاً في تاريخ الشرق الأوسط الحديث.

نبذة عن المؤلف

يوري - صحفي متخصص في قضايا الأمن والدفاع في فرنسا. تتميز مواده بالتحليل العميق للوضع العسكري والسياسي والقرارات الاستراتيجية.