محور المقاومة: إيران تسعى لإعادة تسليح حلفائها رغم النكسات

محور المقاومة: إيران تسعى لإعادة تسليح حلفائها رغم النكسات

في كلمات قليلة

على الرغم من اعتراض شحنات أسلحة كبيرة مؤخراً، تواصل إيران جهودها لإعادة تسليح حلفائها في المنطقة، وخاصة الحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان. يرى المحللون أن طهران تهدف إلى الحفاظ على وتيرة عملياتها ضد إسرائيل وحركة الملاحة التجارية في البحر الأحمر، بينما تنفي تورطها.


على الرغم من النكسات التي تعرضت لها، بما في ذلك الهجمات التي استهدفت منشآتها النووية، تواصل إيران جهودها لإعادة تسليح حلفائها في ما يعرف بـ "محور المقاومة". وشملت هذه الأسلحة أسلحة خفيفة وصواريخ مضادة للسفن ومكونات أنظمة دفاع جوي.

في تطور حديث، أعلنت القوات المتحالفة مع الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً عن اعتراض شحنة كبيرة من العتاد العسكري كانت في طريقها إلى المتمردين الحوثيين على ساحل البحر الأحمر. ووصفت القيادة المركزية الأمريكية، المسؤولة عن العمليات العسكرية في الشرق الأوسط، هذه العملية بأنها أكبر عملية ضبط لأسلحة إيرانية تقليدية متطورة تنفذها السلطات اليمنية. بلغ إجمالي الشحنة 750 طناً من صواريخ كروز، وصواريخ مضادة للسفن والطائرات، ورؤوس حربية، ومكونات توجيه، ومحركات طائرات مسيرة.

ولم تكن هذه الحادثة معزولة، ففي فبراير 2024، استولى الجيش الأمريكي على أكثر من 200 حزمة تحتوي على مكونات صواريخ باليستية متوسطة المدى ومتفجرات ومكونات طائرات مسيرة. وتهدف هذه المعدات إلى دعم الهجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، والتي تعتبرها إيران والحوثيون مرتبطة بإسرائيل.

من جانبها، تزعم الحكومة السورية الجديدة أنها ضبطت عدة شحنات أسلحة، بما في ذلك صواريخ "غراد" المستخدمة في أنظمة إطلاق متعددة محمولة على شاحنات، على طول حدودها مع العراق ولبنان. كما أفادت تقارير بأن الجيش اللبناني استولى على شحنات تم نقلها عبر حدوده مع سوريا، تحتوي على صواريخ روسية مضادة للدبابات يفضلها حزب الله.

وصرح مايكل نايتس، الباحث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى والمتخصص في الميليشيات المتحالفة مع إيران، قائلاً: "إيران تعيد بناء وجودها في بلاد الشام عبر إرسال الصواريخ إلى حزب الله والأسلحة من العراق إلى سوريا".

ويرى محمد الباشا، مؤسس شركة "باشا ريبورت" للاستشارات الأمنية ومقرها الولايات المتحدة، أن إيران، التي أضعفتها الهجمات الأمريكية، تسعى إلى تجديد مخزونات حلفائها من الأسلحة "للحفاظ على وتيرة عملياتها المرتفعة التي تستهدف إسرائيل وحركة الملاحة البحرية التجارية".

وفي 9 يوليو، استخدم مقاتلون حوثيون قاذفات صواريخ وصواريخ وطائرات مسيرة لإغراق سفينتين تجاريتين في البحر الأحمر، الذي يمر عبره 12% من التجارة العالمية، مما أسفر عن مقتل ثلاثة من أفراد الطاقم على الأقل. وحذر المتحدث العسكري باسم المتمردين "الشركات التي تتعامل مع موانئ" إسرائيل، مؤكداً أن "سفنها وطواقمها ستكون هدفاً" من أجل "إجبار العدو الصهيوني على رفع الحصار عن إخواننا في غزة ووقف عدوانه".

ورداً على سؤال حول تسليم الأسلحة للمتمردين، صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، بأن أي ادعاء بأن طهران أرسلت أسلحة إلى اليمن لا أساس له من الصحة.

نبذة عن المؤلف

باول - محلل دولي، يحلل السياسة الخارجية لفرنسا والعلاقات الدولية. تساعد تعليقاته الخبراء في فهم موقف فرنسا على الساحة العالمية.